لم يكن الجدل الذي سيثيره الوقوع في مثل هذا النوع من الخطأ غير المقصود للاعلامية ساندي الحباشنة بالامر الجلل، لكن ليس هذا (مربط الفرس)، فالامر خرج من نطاق الإشارة إلى الخطأ الى دائرة التشكيك والتجريح غير المبرر، وتغليف هذا الخطأ بسوء نوايا غير معلنة، وهو من أشر الاشياء التي يمكن أن تستغل لتمرير اجندات أو توجيه الاتهامات وقذف مشروع اعلامي وطني، بأبخس العبارات واستثماره جلدا للذات، وهذا الأمر هو ما يقلق الملف الاعلامي الاردني برمته، ويهدد صورته ومسيرته الوطنية المشرقة، لأنها مسيرة تؤمن بحقّ المشاهد والمتلقي في المعرفة والحقيقة، وبعيدا عن تصفيات الحسابات والتصيد "بالماء العكر"، فكل ما يشغل الإعلام الجاد والدقيق، هو احتمال الوقوع في الخطأ أو عرض مادة صحفية غير صحيحة للمشاهد، وعلى الرغم من أنّ المشاهد لا يستطيع ببعض الحالات التفريق بينها وبين الحقيقة، فقد استطاعت العديد من القنوات والصحف تمرير ما تراه مناسبا وبما يخدم اجنداتها للمتلقي، لا سيما في الأحداث التي شهدتها الأمة العربية برمتها ولغاية اللحظة .
وعودة للوراء قليلا وفي يوم صعب على الاردنيين والوطن تداعت عليه حفنة من المارقين الارهابين يستهدفون امنه، بزغت الكركية النشمية "ساندي الحباشنة" لتنسج بكلمات عفوية مشاعر الاردنيين، وتوحد احساسهم المثقل بالحزن والمحمل بالقلق، وهم يترقبون في ادق اللحظات وأصعبها ما ستؤول اليه الأحداث الدائرة هناك في "قلعة الكرك"؛ فقالت، مختتمة نشرة أخبار على التلفزيون الاردني وهي تصف حال أم العسكر وهي تودع ابنها:
"نسجت له من اهداب العين شماغا، في كل مرة تقبّل بدلته العسكرية، كانت تُقبِّل الفوتيك وتهمس عشت لمجد هذه الارض يا ولدي، في ذلك اليوم عانق الرصاص قبلات أُمّه وهتف وعاشت للمدى بلدي".