مدار الساعة - خاص - بقلم: بلال حسن التل
لا يحتاج المرء إلى مراقبة طويلة، للحياة العامة في بلدنا حتى يكتشف أن السيد سمير الرفاعي يختط طريقاً خاصاً به يبني شخصية مستقلة لنفسه من خلاله، ومنهج عمل واضحاً يعتمد المواجهة الأدبية القائمة على الثقة بالنفس، التي تجعل صاحبها قادراً على المواجهة حتى مع الإشاعات الكاذبة المروجة للإفك، الذي أصاب العديد من الشخصيات العامة في بلدنا ومنهم سمير الرفاعي، غير أن ما ميز سمير عن الكثيرين الذين طالتهم حرب الإشاعات، أنه لم ينهزم أمام هذه الحرب، ولم يستسلم لها، ولم يتجاهلها، بل اختار مواجهتها بالحقائق والأرقام والوثائق، وهذا فعل لا يقدر عليه إلا الواثق من نفسه الممتلك للشجاعة الأدبية التي تجعل صاحبها قادراً على المواجهة، وهو أسلوب في بيان الحقائق والدفاع عن الوطن ورجالاته نتمنى أن يتبناه آخرون بالإضافة إلى سمير الرفاعي.
أخذت مواجهة سمير الرفاعي مع الإشاعات وأحاديث الإفك صوراً كثيرة تؤكد جميعها بأننا أمام سياسي لا يخشى المواجهة، ولا يخاف من الصوت العالي، ولا يرتجف أمام سيل الإشاعات، بل يواجه ذلك كله بهدوء مدعوم بالحقائق والوقائع وبالحوار، فهو واحد من أكثر رؤساء الوزراء مشاركة في الحوارات في معظم مناطق المملكة، حيث التقى في هذه الحوارات مع مختلف شرائح الناس وتياراتهم السياسية والفكرية، ولم يعرف عنه أنه انفعل من اتهام وجه له، لكنه كان يفنده بالحجة والدليل الدامغ.
وبنفس روح الثقة بالنفس، كان دولته أول رؤساء الوزراء استجابة لمبادرة جماعة عمان لحوارات المستقبل "الإنجاز في مواجهة الإحباط والتشكيك" التي دعت رؤوساء الوزراء السابقين إلى تقديم بيان تفصيلي عن إنجازات حكوماتهم وإخفاقاتها، حيث قدم بياناً تفصيلياً عن خطة عمل حكومته، وعن البرنامج التنفيذي لهذه الخطة، وعن ماتم إنجازه ومالم يتم، وفي جلسة استمرت ثلاث ساعات ونصف لمناقشة هذه الخطة من قبل خبراء في سائر المجالات أجاب دولته على كل ما طرح من أسئلة واتهامات بوضوح وبأدلة أقنعت الحضور.
لم يتوقف سمير الرفاعي في مواجهة حرب الإشاعة وأحاديث الإفك عند حدود الحوارات، بل ذهب إلى عالم الوثائق ونشرها لدحض الافتراءات، فأصدر مؤخراً كتاباً وثائقياً يقع في 669 صفحة من القطع المتوسطة منها 408 صفحة وثائق، وقد حمل الكتاب اسم "شركة الأردن كابيتال واستثمارتها في الأردن" حقائق وأرقام 2005-2009، وكما هو معروف فإن هذه الشركة شغلت بال الرأي العام الأردني كثيراً، ووجهت لها العديد من الاتهامات، التي أصاب الرفاعي الكثير منها، رغم أنه كان موظفاً فيها ولم يكن شريكاً،فواجه هذه الاتهامات بالحقيقة الدامغة التي تتحدث عنها الوثائق والأرقام، مؤمنا بأن الصمت في هكذا مواقف ليس فضيلة، فهذه المواقف تحتاج إلى شجاعة أدبية يتمتع بها رجل كسمير الرفاعي، يؤكد يوماً بعد يوم أنه رجل دولة يصنع نفسه بنفسه، ويشق طريقه متكئاً على إرث سياسي لا يعيبه، بل يعيب الذين ضيعوا إرث آبائهم وأجدادهم، وقبل ذلك يعيب من يؤجرون عقولهم للغرف السوداء فيتحولون إلى أدوات لترويج أحاديث الإفك التي تظلم دولتنا ورجالاتها.
Bilal.tall@yahoo.com