بقلم: الصحفي : عبد الله اليماني
استطاع القائم بأعمال السفارة السورية في الأردن الدكتور أيمن علوش أن يضع نفسه تحت دائرة الضوء بين أبناء الشعب الأردني بامتلاكه قدرا كبيرا من محبتهم وتقديرهم واحترامهم له ، حيث يحتل المرتبة الأولى بين السفراء العرب والأجانب لدى الأردنيين جراء حسن تعامله مع أبناء الشعب الأردني إلى جانب رعايا بلده المهجرين، حيث تمكن خلال فترة عمله قائما بأعمال السفير السوري في الأردن من لعب دور كبير في استقطاب أعداد كبيرة من الأردنيين وكون معهم صداقات وطيدة معه . جعلت منه الشخصية الدبلوماسية التي يتردد عليها الأردنيون . في كل وقت وحين.
وهذه العلاقات الحميمة بين علوش وأبناء الشعب الأردني ساهمت مساهمة فاعلة في إفشال مؤامرة القطيعة بين الشعبين الأردني والسوري، حيث عمل سعادة السفير علوش على تنميتها وتطويرها وهو ما ساهم مساهمة فاعلة في كسر الجمود الرسمي بين الحكومتين الأردنية والسورية ، وشكل حالة من الضغط الشعبي على الحكومة الأردنية . عنوان هذا التلاحم الشعبي الأردني أن الشعب العربي السوري إخوة لهم في الدم والمصير،وهما كالقلب في جسد واحد يمينه الأردن ويساره سورية . هذه العلاقة الأخوية التي تربط الشعبين أدت إلى إفشال مخططات التآمر كافة التي جرى الإعداد لها في الغرف وهدفت إلى زرع الفتنة بين أبناء العروبة ومن ثم ضرب بعضهما ببعض باستعمال السلاح لكن وعي الشعبين خيب آمالهم .
لقد ساهم الدكتور علوش بما عرف عنه من حب لأبناء أمته العربية الواحدة بان سورية رغم كل المؤامرات التي خطط لها ونفذت على أراضيها إلا أنها ستبقى بيتا لكل أبناء العروبة الأحرار ، فأخذ يعمل بصمت على تنمية وتطوير العلاقات الشعبية بين رعايا البلدين وانفتح على أبناء الشعب الأردني ولم يكن يوما منعزلا عنهم . لا بل كان ولا يزال قريب منهم يستقبلهم ويستمع إليهم وينقل مشاعرهم الصادقة إلى قيادة بلده في سورية . بان الشعب العربي الأردني مع أحرار سورية الذين لم يلقوا السلاح ويرفعوا رايات الاستسلام للعدو الصهيوني الغاصب ، فكانوا دوما ضد المؤامرات التي يحيكها العدو الصهيوني ضد محور المقاومة، وفي ضوء غياب التوجه الرسمي الأردني نحو سورية ركز على الاستثمار وبقوة على الإنسان الأردني فأشاد صروح من العلاقات الأخوية مع الأردنيين وعزز ثقتهم في حتمية انتصار سورية وان نصرها ليس نصر لسورية،وحدها وإنما انتصار لكل الشعوب المحبة لامتلاك حريتها وإرادتها وصمودها في وجه أعداءها.
لقد كان وما يزال علوش محل اهتمام الأردنيين المحبين للشعب السوري والوفود والشخصيات والأفراد الذين يقومون بزيارته في مبنى السفارة بين الفينة والأخرى هو اكبر تعبير صادق عن مدى هذه المحبة الأردنية الصادقة نحو سورية ويعبر عن مدى التآلف والتحاب بين الشعبين الأردني والسوري ، ومن مختلف الأطياف الاجتماعية والعشائرية والسياسية والبرلمانية.
وإزاء هذه العلاقة التي تربط القائم بالاعمال علوش مع شرائح من المجتمع الأردني أصبح اسمه متداولا بين الناس فاكتسب ثقتهم لكونه عمل من اجل قضيته العادلة وتصدى لمؤامرة مدمرة كانت تستهدف سورية أرضا وإنسانا ونظاما ، أضف انه مغرم في حب سورية وحروف نبضات قلبه تحاكي ياسمين الشام التي تتكئ على جدران منازلها، فتبوح لكل المارين أن رائحتها معطرة بالدم والعرق وآهات المحبين، فيغرق في حبها ويرتمي في أحضانها اليانعة، ويبوح لها أن الروح تهفوا دوما إليها مهما حصل لها.
وكان لسان حاله يردد حبيبتي سورية ، ها أنت صمدت سنين ثمان ، وكان النصر حليفك ، انتصرت رغم كبر حجم التآمر عليك ، وقدم أهلك ، كماً هائلاً من التضحيات ، شهداء وجرحى ، ومشردين . وعبر آهاته يخبر حبيبته سورية أن الأردنيين من طباعهم أنهم أهل كرم ونخوة يقفون مع المحتاج . وهذه من خصالهم الحميدة، ولهذا فان لديهم قناعة تامة بأن ما حصل في سورية هو مؤامرة كبرى . وكان يجب التصدي لها بكل الوسائل والسبل ، فلذلك بين الحين والآخر يقومون بزيارات ودية إليه لأنهم تواقون إلى سماع أخبار انتصاراتك وصمودك أنهم يتشرفون بأنك بلد الصمود والتصدي، ويعلنون وقوفهم إلى جانب الشعب العربي السوري، إيمانا منهم بان الواجب القومي يحتم عليهم الوقوف إلى جانب سورية . وعلينا أن نتذكر جيدا أن أحرار الأمة في الأردن مع الشعب العربي السوري في أجواءهم الباردة التي يرتجفون منها وحياتهم القاسية التي يعيشونها في كل الظروف والأحوال، كانوا وما زالوا معهم في فقرهم وجوعهم وحرمانهم من أدنى ، مقومات الحياة التي كتبت عليهم أن يعيشوها من قبل أبناء جلدتنا .
لم تغلق السفارة السورية أبوابها يوما في وجه أي مواطن سوري، ولم يسمح لأي موظف في السفارة استغلال ظروفهم الخارجة عن إرادتهم بأن يؤخر معاملة أي مواطن أو يرفض استقبالها ، أو حتى يسمح لأي أحد يستغل رعايا سورية بالادعاء بأنه وسيط يعمل على انجاز معاملاتهم ، لقد حذر رعايا بلده من هؤلاء أن وجدوا وطلب منهم إخبار السفارة عن هكذا حالات. ولو أراد استغلال ظروفهم وحالاتهم المادية والنفسية لكان من أصحاب الآلاف المؤلفة من الأموال . لكنه يرفض ذلك وبشده وبتحد ، ويعتبر كل السوريين أبناء له ويجب عليه وكادر السفارة معاملتهم معاملة حسنة .
هنا دبلوماسي سوري مناضل علم من أعلام النضال السوري ( الدكتور أيمن علوش ) يتواجد في إحدى قلاع الصمود والنضال العربي السوري. ممثلا لرئيسة فخامة الرئيس (الدكتور بشار الأسد ) .في عمان العرب . فيها يعمل على تحطيم المؤامرات على سورية بكل جرأة وصلابة . انه صاحب مواقف نضالية لا يحيد عنها . وقد كون حوله كوكبة أردنية أظهرت معنى كيف تكون الإخوة في الشدائد والمحن، وكيف يكون الصمود والتصدي ، ولا تفرقنا الضغوطات والمؤامرات التي تنال من وحدتنا العربية.
لقد آن الأوان أن نرص الصفوف ونتجاوز المأساة التي فرضت علينا كأبناء امة عربية واحده ذات رسالة خالدة . بأن نقف ضد عدونا ( الكيان الصهيوني) البغيض صفا واحدا . أما أنت أيها المناضل البطل السفير علوش ، فيحق لك أن تزهو فأنت واحد من الأبطال السوريين الذين تولوا مهمة إنقاذ وطنك وتصدوا للفكر الإرهابي المتطرف الذي لم يدع أي مسلك عدوانيا إلا وعمل على تنفيذه من اجل تدمير سورية وتقسيمها ، وهذا الفكر ينفذ مخططات صهيونية من اجل( تصفية القضية الفلسطينية) ، وضياع المقدسات الإسلامية والمسيحية،والتطبيع مع الكيان الصهيوني على حساب القضية الفلسطينية. وان صمود سورية وانتصارها قد حول أطماعهم إلى هزائم وقذف بهم في أتون جحيم رمال سورية، وقام أبطال الجيش العربي السوري برفع رايات النصر بدلا من رايات الاستسلام التي راهن عليها الأعداء وكانوا ينتظرونها بفارغ الصبر فلهذا نحن معشر المتضامنين مع شعبنا العربي السوري نعبر عن اعتزازنا بانتصارات سورية على الإرهاب والإرهابيين.
كما أن معركة سورية لم تنتهي بعد مثلما كانت معركتها شديدة في تحرير ترابها من العصابات الإرهابية فإنها ستبدأ معركتها في إعادة الأعمار التي سيتولى الشعب العربي السوري إعلاء بنيانها وسيعود الشعب العربي السوري ، ( يأكل مما يزرع ويلبس مما يصنع) .
ولهذا فإن عوده سورية قوية هو انهزام وفشل ذريع لكل من رسم لها مخططات التقسيم من الذين تآمروا وراهنوا أن سورية ذاهبة إلى الانهزام في معركتها . وان خير دليل على انتصار سورية هو الهرولة إليها وهي شهادة اعتراف ( أن سورية انتصرت) . علما أن الصمود الذي قاد إلى الانتصار لم يكن سهلا، فقد دفع الشعب العربي السوري (عشرات المئات قرابين ) من أبنائه الذين رووا بدمائهم الطاهرة الزكية وأرواحهم رجالا ونساء وشيوخا وأطفالا ارض سورية .
إن انتصار سورية جاء بفضل هذه التضحيات بعدما واجهت حربا ضروس خرج فيها الجندي السوري مقاتلا شجاعا يواجه العدو الصهيوني بكل جسارة وإقدام. والسوريون اليوم يوجهون لكم رسالة يا أحرار امتنا العربية كفى ( نحن لسنا أعداؤكم ) . عدونا المشترك ( الكيان الصهيوني ) . دعونا ننام امنين مطمئنين في سوريتنا على أنوار قناديلنا التي تنير عتمة الحقد الأسود . دعونا ننسى ما مر بنا من مؤامرات . وصقيع نشف أجسادنا . دعونا ننعم بالدفيء بمنازلهم عبر مدافىء ( المازوت ) التي صنعت بأيدينا لكي تدفئ منازلكم ؟.
كفى سكوتاً،فوقوفكم معنا تتجلى فيه المواقف العروبية . وتظهر معنى قيم الوقوف إلى جانب بعضنا بعضا . غدا ستشرق شمس دمشق، وسينير قمرها لياليها ويمحوا عتمتها وستسهرون في أماكنها الجميلة . وعلى أطلالها ستشاهدون آثار الغدر والعدوان وربما سيصيبكم الحزن ولكنا عشنا الحزن سنوات ثمان طوال .
لقد استطاع الدكتور علوش إقناع فئات كبيرة من أبناء الشعب الأردني الذين كانوا يراقبون مجريات الأحداث بان ما يحدث في سورية هي مؤامرة صهيوأمريكي. تحت غطاء الحرية والديمقراطية الزائفة . وكشف لهم بان الجندي السوري هو الذي في نهاية المعركة يحتفل بالنصر برفع علم سورية على الأرض. وليس الغزاة .
واني أتصور أن السفير الدكتور أيمن علوش لا يتوقف عن الكلام المباح بان أبناء سورية ومعها الأحرار،هم من رفعوا رايات الانتصار والعز والفخار ، ودفعوا الثمن غاليا بالمهج والأرواح وأكاليل الغار . وهم الذين سيعيدونها إلى بر الآمان.