انتخابات نواب الأردن 2024 أخبار الأردن اقتصاديات جامعات دوليات وفيات برلمانيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات مقالات مختارة مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

السؤال الذي ينتظره ولي العهد يومياً..

مدار الساعة,مقالات,ولي العهد
مدار الساعة ـ نشر في 2018/08/23 الساعة 15:45
حجم الخط

مدار الساعة - خاص - بقلم: المحامي بشير المومني

بين الأردنيين والهاشميين علاقة عضوية تعتبر جزءاً من الموروث الشعبي والوطني وبين الملك والشعب حالة تناغم لها نكهة خاصة تأخذ لدينا شكلاً أسرياً ولقد اعتدنا في بلدنا عبر عقود على هذا الشكل ومن الصعب تغييره باعتباره عرفاً راسخاً..

أراقب المواقع الاخبارية العالمية التي أبدت اهتماما كبيرا بما قالته الحاجة فضية لولي العهد الأمير الحسين عندما سألت عن "سيدنا " بقولها (كيف أبوك)؟! وجاء الجواب الطبيعي في سياق طبيعي جدا (بسلم عليكي والحمدلله بخير) .. لكن ما لفت نظري هي تعليقات الأخوة العرب من مصر والسعودية والإمارات والعراق وقطر ولبنان وعرب الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا وغيرهم والتي تعبر عن الدهشة والإعجاب!!

بصراحة ومع اعتذاري من إخوتنا العرب الكرام .. نحن في الاردن معتادون على مثل هكذا خبر وهو يمر لدينا يوميا مرور الكرام باعتباره (الوضع الطبيعي) وفي كل يوم وناحية اردنية نجد هاشمياً يسأله الناس عن " أخبار سيدنا " فالعلاقة بين الشعب والهاشميين عضوية .. لا بل وأكثر من ذلك فنحن كأردنيين نستهجن ونستغرب مرور فترة زمنية اذا لم يكن هنالك تواصل من الملك او ولي العهد والأسرة الهاشمية مع إخوتهم الأردنيين ..

حتى كلمة " سيدنا " لدينا لها مدلول وفهم مختلف فهي لم تكن يوما تعبر عن حالة "عبودية " بل هي تعبير صادق عن حالة عاطفية وجدانية " أخوية " يشعر كل أردني فيها أن له "حصته" بجلالة الملك أما من ناحية سياسية ووطنية وتاريخية وإرثية نعتبر أن الملك ليس ملكا لنفسه بل ملك للأردن وللشعب ..

"كيف أبوك" سؤال عادي جدا لدينا في الاردن ربما يتعرض له ولي العهد يوميا والإجابة هي هي لا تتغير (بخير والحمدلله .. بسلم عليك ..) حتى أن سمو ولي العهد قد يصاب بالقلق اذا أسدل الليل استاره على الوطن ولم يوجه له هذا السؤال في نهار ذلك اليوم ..

الأردن حالة فريدة وهو نتاج تناغم الشعب وقيادته أما حالته الأبوية فلا يمكن أن تختزل أو تفسر بكلمات الاعلاميين او فلسفات السياسيين أو أيديولوجيا التنظيمات ونظريات فقهاء الدستور وبجميع الأحوال فحالتنا الفريدة قد اضحت جزءاً من مكوننا وثقافتنا وهويتنا وحالة تعبيرنا وحبنا أحيانا وربما غضبنا في أحيان أخرى ..

نحب ونعشق .. وبمقدار العشق احيانا يكون الغضب والعتب وربما نصل أعلى درجات النقد اللاذع ونحمل سلبية لا يعجبنا فيها شيء لكننا ندرك في العمق ونبض الضمير الوطني ورسوخ الموروث التاريخي الأردني أن الهاشميين هم قادة أمة قبل أن يكونوا ملوك أرض واليوم بكل ثقة أقول أن الحاجة فضية تمثلني ..

مدار الساعة ـ نشر في 2018/08/23 الساعة 15:45