انتخابات نواب الأردن 2024 أخبار الأردن اقتصاديات جامعات دوليات برلمانيات وفيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات مقالات مختارة مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

الملك سيد الموقف في النهاية

مدار الساعة,مقالات,الملك عبدالله الثاني,مجلس النواب
مدار الساعة ـ نشر في 2018/06/01 الساعة 04:22
حجم الخط

كتب الدكتور رجائي حرب

والآن وبعدما تجلت أرقى صور الديمقراطية التي يمارسها شعبنا الاردني من خلال ممارسة حقه في التعبير السلمي عن آرائه ومن خلال ظهور تحالفات سياسية بين مختلف النقابات المهنية في وطني وسبقت الحراكات الحزبية السياسية في التعبير عن إرادة الشعب الاردني وبهدى من كلمات جلالة الملك عبدالله الثاني وتصريحاته الشفافة التي جاد بها في اجتماعه بطلبة الجامعة الاردنية قبل عدة أشهر عندما طالب الجميع بإسقاط من ليس لدية القدرة لخدمة المواطنين لفتح المجال للكفاءآت بتولي المسؤولية العامة.

فقد استطاع الإضراب الحضاري الذي شاهدناه اليوم في محافظات المملكة ونفذه المواطن الاردني الحريص على أمن وطنه أن يعلق الجرس لا بل ويقرعه ليسمع الجميع ان هذا الشعب لا يخاف الجوع ولا يخاف النظام لانه يعلم أن في عمق هذا النظام روح هاشمية طالما تاقت للتغيير والتجديد والانطلاق إلى آفاق واسعة من التفكير ووضع البدائل والخطط المتعددة لكل القضايا.

ولكن ما يرغب فيه المواطن الاردني هو المحافظة على كرامته التي ما زالت هي فرس الرهان في وجوده في هذه المنطقة غير المستقرة

وبالتالي وبعدما ركد غبار ما حصل اليوم وعاد الجميع الى بيته وموائد افطاره عاد الجميع لتقييم الوضع بصورته العامة وليجد أن هناك ايجابيات متعددة لما حصل وكذلك سلبيات كثيرة ايضا وهذا حال كل حدث في الوجود يصدر عن الانسان المتسم بالنقص والساعي إلى الكمال المستحيل في هذه الحياة.

ومجمل القول يفيد بأننا مهما امتلكنا من قوة حجة ومهما امتلكنا من تأييد شعبي وجماهيري تبقى الدولة هي الحصن الذي يحتوينا جميعا قيادة وحكومة وشعبا وهذا ما تجلت روعته اليوم وبالتالي فلا بد من تغليب الحكمة عند النظر الى كل هذا ومن قبل الجميع

وكلي ثقة بأن جلالة الملك يراقب بعين البصيرة ما يحدث ويترقب ردود فعل الجميع وقد شهدنا له ذلك مرات عديدة

كما ونطالب الحكومة بتغليب العقل والمرونة في التعامل مع كل القضايا وكان يجب عدم طرح مشروع قانون الضريبة الا بعد تجهيز ثلاثة بدائل وخطط على الأقل ( الخطة أ، والخطة ب، والخطة ج ) لتفتح لنفسها المجال للمناورة والتفاوض مع مجلس النواب وتحصيل ما يمكن تحصيلة

ولكن قيامها بطرح مشروع قانون ضريبي صلب وجامد بهذا الاسلوب يعني افتقارها للمخططين الاستراتيجيين الذي يجب ان يضعوا الفرضيات للمشكلات من خلال عمليات العصف الذهني لتجنيبها الاصطدام مع ارادة الشعب وتجعلها منسجمة معه

ونحن كشعب اردني نفدي هذا الوطن الحبيب بمهجنا وارواحنا علينا مسؤولية كبيرة ايضا وهي الاستمرار بهذا الاسلوب الحضاري والمتميز في التعبير وعدم افساح المجال للمشاغبين او من يلف لفيفهم من تشويه صورة الانسان الاردني الذي هو حصيلة زمن طويل من الرقي في التربية والتنمية الوطنية والعيش بحرية بعيدا عن تسلط النظام او التهميش

وبدل التصعيد بإسقاط الحكومة بهذه الطريقة دعونا نفسح المجال مع التوجيه والدفع السلمي على مجلس النواب ليقوم بالتزاماته التشريعية وحقه في ممارسة رد القانون كون المادة 76 من النظام الداخلي اعطت الحق للحكومة بتقديم المقترح لمجلس النواب لدراسته

دعونا نوجه الرسائل الحضارية للمجلس لنحثه على القيام بواجبه بدل الذهاب في الوقت الحاضر لاسقاط الحكومة ويا حبذا لو يتم تأجيل مثل هذه الطروحات لان فيها مساسا واضحا بدور الدستور الذي وضع مثل هذا الحق بيد الملك وحده ومن المؤكد أنه ليس غافلا عنه وسيستخدمه في لحظة ما

لقد تم تهيئة أجواء الجدية في الحوار والنقاش الآن وهذا كله يمكن أن يؤدي الى الوصول الايجابي للحلول التي تخدم الوطن اولا وتحفظ كرامة المواطن وتعيد لمجلس النواب دوره الحقيقي من خلال مناقشة مشروع القانون أو رده بطريقة ايجابية ويبقى جلالة الملك سيد الموقف في النهاية
حمى الله الوطن

مدار الساعة ـ نشر في 2018/06/01 الساعة 04:22