بقلم: عادل حواتمة
نعم، العنوان مدخل للتفاؤل حول أداء وزارة التخطيط والتعاون الدولي الحالي، كما يحمل في جنباته استشرافاً لرؤى استراتيجية، من المفترض ان يقود زمامها الوزير الشاب بتوجيهات هادية من جلالة الملك. فالمرجعية اذاً حاضرة ومتمثلة بوصايا جلالة الملك للمسؤولين بخدمة الأردنيين، كما أن الإدارة متوافرة بشخص الوزير، والاختبار مبني على كيفية صوغ وتفعيل استراتيجية حية يدركها ويلمس آثارها الأردنيون، ولا بد لكل ذلك من جهة حيادية تنظر للمعادلة بعين الحياد والتجرد؛ وتزنها بميزان الإنجاز والعطاء، وتنقدها بعين الحرص والمسؤولية، فالإعلام، وبيوت الخبرة، ومراكز الدراسات؛ قد يشكل بعضها او جميعها الضلع الرابع المتمم لتلك المنظومة.
ان مسمى الوزارة وحده يعطيك انطباعاً بدقة المغزى واتجاه التراتبية فالاسم يعكس حجم المسؤولية الملقاة على اكتاف كل العاملين فيها، فمن البديهي اذاً ان يكون بين التخطيط والتعاون علاقة مشتركة تقوى بمدى درجة التلازم والانسجام، وتضمحل وتسقط بفقدان أحدهما للآخر او اهماله. فالتخطيط مطلب اجباري لحسن التعاون والتركيز على الكيف والكم والمصدر، وهو قبل كل هذا وذاك يعتبر مجموع عالٍ من الفطنة والعلم والتجربة والكاريزما، لاعتبار ان التخطيط كائن حي يؤثر ويتأثر ببيئته، فيما التعاون قد يفهم بتصورين، احدهما انه ترجمه لحسن التخطيط، أي مرحلة مهمة تعقب التخطيط وتبنى عليه. كما يمكن تصوره ايضاً باعتباره مدخلاً ورافداً حيوياً لجعل التخطيط - كما أسلفنا باعتباره كائناً حياً - ينهض ويلملم قواه ويسير بخطىً ثابته نحو قولبة الكلمات والسطور لواقع منظور.
aaah507@york.ac.uk