انتخابات نواب الأردن 2024 اقتصاديات أخبار الأردن جامعات دوليات برلمانيات وفيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات مقالات مختارة مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

حواتمة يكتب: تخطيطنا بخير

مدار الساعة,مقالات,وزارة التخطيط والتعاون الدولي
مدار الساعة ـ نشر في 2019/07/28 الساعة 21:12
حجم الخط

بقلم: عادل حواتمة

نعم، العنوان مدخل للتفاؤل حول أداء وزارة التخطيط والتعاون الدولي الحالي، كما يحمل في جنباته استشرافاً لرؤى استراتيجية، من المفترض ان يقود زمامها الوزير الشاب بتوجيهات هادية من جلالة الملك. فالمرجعية اذاً حاضرة ومتمثلة بوصايا جلالة الملك للمسؤولين بخدمة الأردنيين، كما أن الإدارة متوافرة بشخص الوزير، والاختبار مبني على كيفية صوغ وتفعيل استراتيجية حية يدركها ويلمس آثارها الأردنيون، ولا بد لكل ذلك من جهة حيادية تنظر للمعادلة بعين الحياد والتجرد؛ وتزنها بميزان الإنجاز والعطاء، وتنقدها بعين الحرص والمسؤولية، فالإعلام، وبيوت الخبرة، ومراكز الدراسات؛ قد يشكل بعضها او جميعها الضلع الرابع المتمم لتلك المنظومة.

ان مسمى الوزارة وحده يعطيك انطباعاً بدقة المغزى واتجاه التراتبية فالاسم يعكس حجم المسؤولية الملقاة على اكتاف كل العاملين فيها، فمن البديهي اذاً ان يكون بين التخطيط والتعاون علاقة مشتركة تقوى بمدى درجة التلازم والانسجام، وتضمحل وتسقط بفقدان أحدهما للآخر او اهماله. فالتخطيط مطلب اجباري لحسن التعاون والتركيز على الكيف والكم والمصدر، وهو قبل كل هذا وذاك يعتبر مجموع عالٍ من الفطنة والعلم والتجربة والكاريزما، لاعتبار ان التخطيط كائن حي يؤثر ويتأثر ببيئته، فيما التعاون قد يفهم بتصورين، احدهما انه ترجمه لحسن التخطيط، أي مرحلة مهمة تعقب التخطيط وتبنى عليه. كما يمكن تصوره ايضاً باعتباره مدخلاً ورافداً حيوياً لجعل التخطيط - كما أسلفنا باعتباره كائناً حياً - ينهض ويلملم قواه ويسير بخطىً ثابته نحو قولبة الكلمات والسطور لواقع منظور.

لا ينطوي افق الوزارة فقط على التعاون الدولي سواءً بمفهومه المصلحي المبني على الاعتراف بدور الاردن النموذجي في المنطقة او بمفهومه التنويري القائم على مسؤوليته الانسانية؛ بل يمتد ليشمل بيئته المحلية. فالوزارة تعمل كرافعة للكثير من المشاريع الاجتماعية والشبابية والتنموية وغيرها، وهذه الاذرع مهمة لتكامل النظرية مع التطبيق؛ لذلك من غير الرشد الوطني محاولة الزج بهذا الدور الرائد في مناكفات غير مثمرة، ولا محسوبة؛ قد تُحدث عن غير قصد حالة من التوجس والريبة تؤثر على حجم وأداء ذلك الدور.
عودة إلى تلك الاستراتيجيات الحيوية والدور المختلف والمطلوب الان من هذا الوزير بالذات، لاعتبارات كثيرة علمه وسنه وبيئة عمله السابقة، فهل ستعكف الوزارة قريباً على تحوير ما لديها من استراتيجيات، وتحسينها وتوسيع نطاقها وتطبيقها بطريقة مختلفة؟ ليلمس نتاجها الأردنيون، سيما والظروف الحالية تستدعي حلولاً عاجلة وذكية؛ تستهدف الشباب والفقر، هذه الثنائية التي جديرٌ بها ان تكون على نقيض، الا انها للأسف مجتمعة لدينا ولو بحدودها الدنيا. فنجاح الوزارة في ذلك يعتبر "باروميتر" لمستقبل فكرة وتوجه اشراك الشباب الحقيقي في العمل العام، لذلك لا مجال امام الوزير الا النجاح؛ والا سيكتب لهذه الفكرة الاندثار والفشل وسيعود الشباب بكل اسف للمقاعد الخلفية.

aaah507@york.ac.uk

مدار الساعة ـ نشر في 2019/07/28 الساعة 21:12