كتب : رامي المعادات
اتخذت كل من قطر والكويت قبل ايام قرارا يتضمن إلغاء اعتماد أكثر من 15 جامعة أردنية لتردّي التعليم فيها والتساهل في منح الشهادات لأبناء هاتين الدولتين الشقيقتين.
معلنين ان عصر التعليم الاردني "القوي" على المستوى العربي قد إنتهى، وبعد قرابة السبعين عاما من التميز على مستوى التعليم الجامعي الاردني والذي كان المُصدر الأول للخبرات والكفاءات لجميع الدول العربية، بات اليوم مصدرا لتدني المستوى التعليمي لأبناء الدول الشقيقة وعودتهم من الجامعات الاردنية كما ذهبوا ! .
هذه الضربة الموجعة بحق التعليم الاردني جاءت في وقت ضيق جدا، حيث امتحانات الثناوية العامة على الابواب، وهنا ، قررت الجهات المسؤولة عن التعليم في الاردن الرد من خلال اوراق الامتحانات، متخذين من الحكمة "عند الامتحان يكرم المرء او يهان" قاعدة لهم ولردهم الذي سيحطم كل "الافتراءات" بحق التعليم الاردني.
وبالفعل تم اعداد الامتحانات بكل مسؤولية ، وهنا ، جاءت الصدمة !
دعوكم مما سبق ...
ان الوضع التعليمي في الاردن بتردي مستمر وهذا امر لا يختلف عليه اثنان، وذلك بسبب السياسات الخاطئة التي جعلت من المنظومة التعليمية منظومة متسيبة، ابتدءا من "تقزيم" المعلم وتحجيمه وسحب كل الصلاحيات منه وتركه امام الطلبة مكتوف اليدين مقيد، بالاضافة الى تقنين وتغريب المناهج الدراسية واخراج التاريخ الذي نفخر فيه وادخل امورا مستحدثة تتنافى مع المجتمع المحلي، والكل يذكر ازمة المناهج والاخطاء التي جاءت فيها وخصوصا في مادتي التاريخ والدين ! .
ان التعليم هو سبيل التقدم لأي دولة، وهذا الشيء الوحيد الذي جعلنا مميزين ولنا مكانة في العالم اجمع، كيف لا والكفاءات الاردنية هي من وضعت حجر الاساس في التعليم بدول الخليج وباقي الدول العربية والاسلامية، كيف لا وبعض خريجي هذه الدول منهم من اصبح وزيرا للتعليم في بلده ومنهم من اصبح رمزا للأدب العربي ومنهم من اصبح شاعرا والامثلة كثيرة، اننا شعب كتب عليه ان يكون معطاءا ورمزا للعلم والادب، فلماذا يصر البعض على تغيير واقعنا التعليمي، والعودة بنا الى عصور الجهل والتخلف عن باقي الدول!؟.
صدقوني لست كارها لنتائج هذه السنة ولكن اخشى ما اخشاه ان يتم انشاء جيلا يأخذ المحصول بلا تعب ولا جهد فيسهل عليه خسارته!.
الخلاصة، لا نريد الا ان يكون تعليمنا واقعيا ومنطقيا وليس مربوطا بقرارات سياسية، نريد جيلا من الشباب الواعي، فهؤلاء هم الامل، فلا تقتلوا فينا الامل !