لا شك ان قرارات الحكومة برفع الاسعار على كثير من المواد والسلع كان له اثر سلبي كبير على المواطن خاصة اصحاب الدخل المحدود، ولم تكن هناك رحمة للحكومة بالمواطن حيث انها مضطرة لتطبيق سلسلة من الاجراءات والاصلاحات الحقيقية لوجود ضغوط كثيرة وكبيرة على المملكة، لاسباب عديدة تنعكس بشكل او بآخر على المواطن، بغض النظر عن حجم تأثيراتها المعيشية وانعكاساتها السلبية فبالنسبة للحكومة فانها تتعامل بلغة الارقام وكم سيدر عليها ذلك القرار من دخل سنوي دون ان يكون هناك معايير ومقاييس لمدى تأثير هذا القرار على ذوي الدخل المحدود، أو انعكاساته السلبية والجانبية والنفسية والسلوكية، فكثير من اصحاب المصالح والمصانع والشركات قام بالاستغناء عن عدد كبير من الموظفين، ومنهم من عكسها على جودة المنتج وغيرها الكثير لكن هذا كله لا يمنع من ان يقوم المواطن بالمقابل باعادة استراتيجية التكيف المالي والمعيشي مع هذه الاجراءات، فهناك كثير من العادات والتقاليد المتعارف عليها باتت تشكل عبئاً كبيراً على مصاريفه، وتحتاج وبشكل جماعي اعادة دراسة وتقييم، كذلك نمط المشتريات بحيث لا يكون هناك فائض عن الحاجة فكل شيء مدروس وحسب المنطق سيكون مقبولاً.
فالمطبخ المنزلي مصنع للانتاج كما عهدناه فهو بيت المونة، يغنيك عن كثير من الاحتياجات والمواد غربية الصنع او المنتج او الاكثر سعراً في المحلات ، فهناك ثقافة الاستهلاك المنزلي وثقافة الشراء، فليس من المنطق ملاحقة التغيرات بمواصفات الموبيلات لتغيرها من اجل اضافة محددة او برنامج العاب او كاميره متطورة اكثر مما هو متوفر لديه وتفي بالغرض المطلوب ، وهذا يسري على بقية الكهربائيات الاخرى فملاحقة التطوير التكنولوجي فيها يحتاج لصرف الكثير من المال الغير مبرر والذي سيؤثر على الدخل المتأتي شهرياً للمواطن ، كذلك الاسراف بصرف الكهرباء دون الاستفادة منها (غرف مضاءة فارغة) فهناك نمط استهلاكي لا يستفيد منه المواطن اذا استخدم الاجهزة الكهربائية بشكل سلبي وغير سليم، فالاسرة يجب ان تتعاون مع بعضها البعض والاقلال من التنقل بالسيارة غير المبرر لمجرد تغيير جو في ظل ارتفاع باسعار الوقود ، وارتفاع بالمستهلكات وقطع الغيار والصيانة (وبامكان المواطن قضاء العديد من المشاوير القريبة على قدميه)، كذلك اسر قادرة عن الاستغناء عن الخادمة المكلفة مالياً سنوياً.
وها نحن كتاب وصحفيين وشخصيات مجتمعية، نوصل عبر وسائل التواصل الاجتماعي وعبر العديد من الوسائل، العديد من المقالات والتغريدات فيها رسائل للمعنيين حول ذلك فالفقر وصل لمن افنوا حياة عمرهم في خدمة وطنهم كما واننا نرى ان البعض للخروج من فاقه الفقر اصبح يمتهن اساليب لا اخلاقية مثل دور الدعارة وغيرها، فهناك من يبصر للخلل ومواطن الضعف ويعطي افكاراً ورؤىً لعل الجهات المعنية تستفيد من ذلك.
hashemmajali_56@yahoo.com