بقلم: أوس حسين الرواشدة
النقطة الثالثة : إنَّ غياب التنظيم بصورةٍ " كافية " ، أدّى إلى نشوبُ خللٍ واضحٍِ أثناء إطلاق المبادرة ، من تدافعٍ بين الحاضرين ، إلى عدم تنظيم الكتب بصورة تُسهّل على الحاضر " الجاد " انتقاء كتاب يدور حول فلكهِ المُفضّل ، بالإضافة إلى خروج الكُتّاب والمُثقّفين الذي كانوا قد حضروا لإهداء بعض الكتب بصورة خاصّة للقُرّاء من المبادرة ، أو بمعنى أصحّ " هروبهم " من الاكتظاظ الجماهيري الكبير ، ناهيك على أن بعض الحاضرين قد تم رصدهم وهم يأخذون كتباً تكفي لمئات الأشخاص من باب أنّ تلك الكتب " ببلاش " ، سالبين بذلك حقّ القُرّاء باقتناء الكتب التي حضروا " فعلا " لأجلها .
ختاما ، يكفيني وصفُ هذه المبادرة ، بأنّها كانت "نِيّةً " حسنةً لكن " بتطبيقٍ " أقرب إلى السيّئ، فغيابُ الوعيِّ الثقافيِّ لدى المجتمع ، قد برز بصورة واضحة ، وأنّ إصلاحه لا يكون بهذه الطريقة ، فبرأيِّ المتواضع ، لَزِمَ بيعُ الكتب بسعر رمزيّ ، لاستقطاب الجادّين " والنّاوين " فعلاً على قراءة الكتب ، زِد على ذلك غياب التنظيم والتنسيق الأمني ، اللذين إن حضرا ، ستكون المُبادرة مُنظّمة بشكلٍ يسمح للجميع بالحضور بشكل لائق " وفعّال " والاستفادة من جميع الكتب التي تم إهدار جزء كبير منها ، أتمنّى أن نتعلّم من درسنا هذا ، في المبادرات الآتية في مناطقنا الأثرية التي تنتظر دورها لاستقبال مُحبّي القراءة.