أخبار الأردن اقتصاديات خليجيات دوليات مغاربيات برلمانيات وفيات جامعات أحزاب وظائف للأردنيين رياضة مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية جاهات واعراس الموقف شهادة مناسبات مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

التفرقة العنصرية

مدار الساعة,مقالات,جامعة اليرموك
مدار الساعة ـ
حجم الخط

خلقنا الله من أب واحد وأم واحده وهما سيدنا آدم وزوجه عليهما السلام (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (النساء: 1)). ونعلم جيداً أن الله خلقنا مختلفين في الألوان والألسن (وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ (الروم: 22)). وكما جاء في هذه الآية أن إختلاف الألسن في الألوان أي الدول الأوروبية بيض اللون ولكن يتكلمون لغات مختلفة مثل البريطان والألمان والفرنسيين ... إلخ. وفي أفريقيا سود اللون ولكن يتكلمون لغات مختلفة، وفي شرق آسيا صفر اللون ولكن يتكلمون لغات مختلفة أيضاً وهذا بأمر الله سبحانه وتعالى. ولهذا جاء الإسلام وعامل الناس سواسية، لا فرق في اللون ولا في اللغة لأننا كلنا من خلق إله واحد هو الله الواحد الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، اللَّهُ الصَّمَدُ،لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (الإخلاص: 1-4)). وقال تعالى (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (الحجرات: 13))، أي أنه لا فرق بين إنسان وآخر لا باللون ولا باللغة ... إلخ إلا بالتقوى. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا فضل لعربي على أعجمي، ولا لأبيض على أسود، ولا لأسود على أبيض إلا بالتقوى. والله خلق الكافر والمؤمن من بني آدم وبصير بما يعمل كل واحد منهم (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (التغابن: 2)).

مما تقدم فلا خير ولا منفعة ولا تقدم ولا إزدهار ولا دوام لحكم لأي دولة تعتمد في حكمها على العنصرية والتفرقة بين أفراد شعبها لأي سبب من الأسباب سواء أكان اللون أو العرق أو من أين قادم أو إعتماداً على معايير العلم والثقافة والنشأة المجتمعية ... إلخ. لأن العدل هو أساس الحكم. والتفرقة في التعامل بين أفراد مجتمع أي دولة يؤدي إلى الحقد وعدم الإنتماء والولاء والإخلاص والوفاء لقيادة الدولة. وبالتالي سيؤدي ذلك إلى النخر والتسوس في الهيكل العظمي لمؤسسات الدولة الظالمه وتنهار ولو بعد حين. وقد درسنا ذلك في تاريخ الأمم السابقة ونلاحظه في وقتنا الحاضر مما حدث سابقاً ويحدث حديثاً في بعض الدول التي تدَّعي التقدم والحضارة والتفوق في كل ميادين الحياة في العالم وهذا إنذارٌ خطير بزوال تلك الدول.

فنحمد الله ونشكره على أن حبانا بقيادتنا الهاشمية التي تعتمد على المساواة في التعامل مع كل فئات المجتمع ولا تفرق بين أهل منطقة وأخرى. بل تحاول المساعدة والنهوض بأهل أي منطقة لا تحظى بالتسهيلات في مناحي الحياة المختلفة التي تحظى بها مناطق أخرى، ويعامل أهل تلك المناطق الذين يسمون بالأقل حظاً بعناية وبإستخدام معايير سهلة تساعدهم في النهوض والتقدم كغيرهم من المناطق. كما وتعتني القيادة الهاشمية بكل المناطق في المملكة بتحفيزهم وتشجيعهم بصناديق مالية لدعم مشاريعهم الصغيرة والمتوسطة للنهوض بهم إقتصادياً وإجتماعياً. فنشكر قيادتنا الهاشمية الحكيمة والمتزنه في تعاملها مع جميع فئات المواطنين في وطننا العزيز وتوليهم كل عناية وإهتمام بالعدل. فالله ينصر الدولة الكافرة وإن كانت عادلة ولا ينصر الدولة الظالمة وإن كانت مؤمنة. فالظلم عواقبه وخيمة ويؤدي إلى دمار وزوال الدول.

* كلية تكنولوجيا المعلومات وعلوم الحاسوب، جامعة اليرموك

مدار الساعة ـ