انتخابات نواب الأردن 2024 أخبار الأردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين أحزاب رياضة مقالات مقالات مختارة الموقف مناسبات شهادة جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

عندما يبكي ركان.. اااااه.. يبكي الوطن

مدار الساعة,مقالات,الملك عبدالله الثاني بن الحسين
مدار الساعة ـ نشر في 2019/06/20 الساعة 18:15
حجم الخط

الدكتور أنور العتوم

عندما يبكي ركان…… اااااه…… يبكي الوطن

اصاب الكثير من الاردنيين الشرفاء الاحباط الشديد والشعور بالألم العميق وشعور الخوف ، لا بل الرعب من المستقبل القريب عندما شاهدوا البث الحي الذي خرج به الاعلامي الكبير ، احد رموز الوطن الاستاذ ركان قداح .

كان ركان ( ينازع ويشهق انفاسه شهقا ) وهو يحاول ان يعبر عما وصلت اليه احواله واحوال ابنائه ، وكان بالتأكيد تلقائيا وبسيطا في طرحه الذي ابكى الكثير ، وأنا منهم ، كوني خضت واخوض مثل تجربة ركان .

لم يبكينا طرح ركان كونه ضعيفا او مسكينا لا سمح الله ، انما ابكانا كونه رمز وطني مخلص للوطن وقائد الوطن وصل الى هذا الحال من القهر ، فإذا ما وصلت احوال الرموز الى حال كحال ركان الذي شاهدناه فيها عبر بثه المباشر ، فإقرأ على الدنيا السلام .

قد يكون ركان تسرع قليلا ( بتشديد الراء ) حينما شكى احواله بهذه الطريقة ، الا انني لا الومه بتاتا ، فليس اشد على الانسان اذى اكثر من اذى الفقر والظلم ; الظلم الذي حرمه ( بتشديد الراء ) رب العالمين على نفسه ، مع انه باستطاعته سبحانه وتعالى سحق الكون ومن فيه بلحظات ، اذ يقول سبحانه وتعالى في هذا الشأن : ( يا عبادي اني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما ) . حديث قدسي.

وكيف يا من تقرأؤن مقالتي هذه ان يظلم ( بضم الياء ) الانسان في بلده ، خاصة اذا كان هذا الانسان رمزا وطنيا ، كيف له لا يجد قوت يومه ، كيف له لا يجد دينارا لطفله ، كيف له وسيارته دائما خالية من البنزين ،…… .. .

اوجه كلامي هنا لأصحاب القرار ، وأقول لكم لا تحاولوا عبثا تحويل المخلصين والمنتمين في هذا البلد الطيب الى شياطين ، فالمخلص حقا لا يمكن تحويله عن مبادئه ، ونحن بعون الله اصحاب مبادى ، وهذه المبادئ ، وحب الوطن والملك تسري في شرياناتنا ، ومهما تعرضنا للقهر ، فلن نستسلم لأصحاب الأجندة المخربين ، لكننا وعهد علينا سنبقى نتصدى لهم بالحق حتى يحدث ( بضم الياء ) الله بعد ذلك امرا .

هذه دعوة لإنصاف ابناء الوطن وتجنب قهرهم ، قولوا لي بالله عليكم هل ال 300 دينار تقاعد التي يحصل عليها الاعلامي الكبير راكان قداح تكفي لتسديد فواتير الماء والكهرباء ، وبناء عليه تصرفوا بحكمة ، فالحكمة مطلوبة لبناء الاوطان ، واذا ما فقدناها سنفقد الوطن لا سمح الله .

لا اريد الحديث هنا عن الكفاءآت ، فهي آخر شي ينظر اليه المسؤولون في بلدي ، لا بل وللأسف الشديد فإن الكفؤ في بلدي محارب ; محارب من الحكومات ، لا لسبب الا لكونه كفؤا ، والمفارقة العجيبة الغريبة هنا ، ان الكثير من الذين يتحكمون في مصير اصحاب الكفاءآت في وزارات ومؤسسات بلدي على الأغلب هم من صنف ال ( ح..ر ) ، وهذا شي مذل ومخز ولا يعمل على تقدم الاوطان ، لا بل يدمرها ، ويزرع الحقد ايضا في قلوب اصحاب الكفاءآت ، وقد يسامحوا في كل شي ما عدا هذا الأمر .

وهناك قصة تنطبق على ما ذكرت ، تقول القصة انه كان هناك احد الاشخاص يعمل بمهنة ( سقا ) ، اي يسقي الناس ماءا ، قبل ان تدخل الحنفيات الى البيوت ، وبعد اكثر من خمسين عاما من العمل الجاد مع الحيوانات التي كان يستخدمها لنقل الماء الى البيوت ، قرر ذلك الرجل التقاعد والاستراحة من هذا العمل الشاق ، لكنه قرر عمل حفلة وداع وشكر للحيوانات التي كانت تعمل معه ، وخلال الحفلة شكرهم على جهودهم المضنية والطويلة عبر سنوات ، وطلب منهم المسامحة ، فقام احد الحيوانات الشهمة والنشيطة والكفؤة والقى خطابا ، اشار فيه الى ان الحيونات تسامح ال ( سقا ) على كل اخطائه على الحيوانات ، باستثناء حاجة واحدة وهي حينما كان يضع الحمار في المقدمة لتقود القافلة .

إنقاذ ركان وأمثال ركان مطلب هام على حكوماتنا النظر اليه بجدية ، فلا تقتلوا ابناء الوطن قهرا وغبنا ، ولا تحاولوا ( شيطنتهم ) ، فلن تنجحوا في ذلك إطلاقا .

حمى الاردن العزيز الغالي ، وحمى الله قيادته الفذة الرشيدة المتمثلة بجلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين المعظم ، ورزق جلالته البطانة الصالحة التي تذكره ( بتشديد الكاف ) بالخير وتنهاهه عما هو غير ذلك يا رب العالمين .

مدار الساعة ـ نشر في 2019/06/20 الساعة 18:15