أخبار الأردن اقتصاديات جامعات دوليات برلمانيات وفيات رياضة أحزاب وظائف للأردنيين مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية شهادة جاهات واعراس الموقف مناسبات مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

الرجبي يكتب: هَلْ نَحْنُ شعب سلبي؟

مدار الساعة,مقالات,وسائل التواصل الاجتماعي
مدار الساعة ـ
حجم الخط

د. مَحْمُودٌ أبُو فَرْوَةَ الرَّجَبِيُّ

السَّلْبِيَّة منتشرة بِشَكْل كَبِير فِي مجتمعنا، مقرونة بعْد الثقة بأيِّ شَيء، أوْ شَخْص، أوْ مَشْروع، وَلَمْ تأت هَذِهِ من فَرَاغ بَلْ من خِلال مَجْمُوعَة من الأحداث المحبطة الَّتِي جعلت بَعْض النَّاس يَشْعُرونَ أنه لا أمل، ولا يُمْكِنُ التقدم، والتطور، ولا تَسْتَطِيع أن تجد إنسانًا نظيفًا يَتَحَمل المسؤولية.

قَدْ يظن البَعْض أن الآثار الوحيدة للسلبية هِيَ الشُّعُوُر غير المريح الَّذِي يصيب الإنسان السلبي، وهَذَا ليْسَ صحيحًا، فَهَذِهِ الآفة لَهَا آثار سلبية مدمرة عَلَى الـمُجْتَمَع، والإقتصاد، وكل شَيء، فالإنسان السلبي قَليل الإنتاجية، محدود الانتماء، لا يَعْمَل من أجل وطنه، وَقَدْ يتحول مَع مُرور الوَقْت إلى قنبلة موقوتة ينفجر فِي أي وَقْت، أوْ يتحول غضبه إلى تطرف أوْ عصيان، أوْ إجرام.

من خِلال تتبع وَسَائل التواصل الاجتماعي، وأثناء عَمَلي عَلَى بحث علمي حَول ما يشغل بال الأردنيين فِيهِا لاحظت – مبدئيًا- أن قضايا التوظيف من أكثر القضايا الَّتِي تشكل مَرتعًا للسلبية فِي عقل الأردني، فَهْوَ يَشْعر بالظلم من التعيينات، والترفيعات، والترقيات، وبات يَشْعر أنها مَجَال لأكبر ظلم فِي الـمُجْتَمَع، وهَذَا يَحْتاجُ إلى بحث علمي لنصل إلى حقيقة ما يَحْصل بِسَبَب ذلِكَ، حَتْى يَكُون لَدَى صاحب القرار نظرة عَمَّا يُفَكِّر بِهِ الأردني.

نذكر بَعْض القضايا الَّتِي شاعت عَلَى وَسَائل التواصل الاجتماعي بِسَبَب تعينات أشقاء، أوْ أقرباء، أوْ توريث مناصب، وكلها أدَّت إلى شعور عارم سلبي جَعَل الثقة بأجهزة الدَّوْلَة تَقلْ عِنْدَ البَعْض، لِذَلِكَ لا بُدَّ من حُصُول إجراءات تقلل السَّلْبِيَّة عِنْدَ المواطن فِي هَذَا المجال حَتْى يَتَمَكَن من التحول إلى الإيجابية الَّتِي تَعْني زيادة السعادة، ومِن ثمَّ الإقبال عَلَى الْحَياة، والتفكير السليم الَّذِي يؤدي إلى زيادة الإنتاج، والتفاعل الإيجابي مَع الـمُجْتَمَع، وَذلِكَ كُلهُ من أسباب استقرار الـمُجْتَمَع، وازدهاره.

الحُكومَة معنية بِالدَّرَجَةِ الأولى بتقليل هَذِهِ السَّلْبِيَّة من خِلال إجراءات شفافة فِي عمليات التعيين والترقية والترفيع، ومِن الجَمِيل أن يبدأ المواطن العادي مُلاحَظَة ذلِكَ، وهَذَا يدعونا إلى الإعلان دائمًا عَن الـمَعايِير لأيّ وظيفة أوْ ترفيع، أو يَتِمّ تسهيل اللجوء إلى الـمَحْكَمَة الإدارية فِي حَالَة شعر أي مُوَظَّف، أوْ مواطن بالظلم لأنَّ هَذَا كُلهُ يؤدي إلى زيادة الانتماء، وَالشُّعُوُر أنك عزيز فِي موطنك.

السَّلْبِيَّة قاتلة، ومؤذية، وعكسها مُفيد، لِذَلِكَ يَجِبُ عَلَى الـمُجْتَمَع كُلهُ العَمَل عَلَى ترسيخ الإيجابية عَلَى التوازي مَع سعي الحُكومَة إلى مَزيِد من الشفافية، وهَذَا قَدْ يُسَاعِد عَلَى تقوية منابع النمو الاقتصادي الَّذِي نسعى إلَيْهِ جميعًا لِلْخُروجِ من عنق الزجاجة.

الأرْدُنّ يستحق مِنَّا الأفضل دائمًا، وشعبنا طيب وَيَجِبُ العَمَل من أجله.

مدار الساعة ـ