أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات جامعات وفيات برلمانيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات أسرار ومجالس مقالات مختارة تبليغات قضائية مناسبات مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة مجتمع دين ثقافة اخبار خفيفة سياحة الأسرة طقس اليوم

قراءة في تصريحات نقيب الأطباء الأخيرة

مدار الساعة,مقالات,وزارة الصحة,وزارة التربية والتعليم,نقابة الأطباء
مدار الساعة ـ
حجم الخط

بقلم: أ.د. امل نصير

إن احتفاظ الحكومة بالحق العام يعني جدية تطبيق القانون، وفعاليته، إذ سيمنع التأثير على المعتدى عليه ترهيبا أو ترغيبا، وبالتالي سيكون المعتدي متأكدا من نيله العقاب الذي لن ينفع معه واسطة أو جاهة أو فنجان قهوة، إضافة إلى أن مرافعة المؤسسة المعنية عبر المدعي العام، والمتابعة بدل المعتدى عليه أكثر فعالية، ويحميه من التعرض للابتزاز كما جاء في المشروع المقترح.

من بنود المشروع المقترح أيضا قيام قوات أمنية او دركية بحماية المؤسسات الحكومية الصحية، ورغم أهمية الموضوع لاسيما في أقسام الطوارئ إلا أن الاعتداء يمكن أن يتم في أي مكان آخر من المستشفى، فهل سنضع قوات درك في كل مكان في المستشفى؟ !وماذا عن المؤسسات التعليمية التي لا بد أن يشملها مثل هذا المشروع؟ ثم إن الاعتداء يمكن أن يكون على رجل الأمن نفسه.

ولا بد أن تقوم الوزارات المعنية بمعالجة ما لديها من اختلالات أيضا؛ لتفادي غضب الناس وانزعاجهم من سوء الخدمة المقدمة لهم ولأسرهم؛ مما يؤدي إلى العنف مع من يقابلونه أمامهم من طبيب أو معلم... فهناك أمور تخص الظروف التي يعمل بها الطبيب مثل كفاءته وقدرته على التواصل مع المراجعين، والتخفيف من الازدحام، وفوضى المراجعين والمرافقين، وعدم توفر الدواء أو الأسرّة... فهذه كلها مسؤولية وزارة الصحة، وأخرى مشابهة هي من اختصاص وزارة التربية والتعليم مثل تعيين المدرسين قبل تدريبهم وازدحام الصفوف...

أتفق مع نقيب الأطباء بأن " الاعتداء على الأطباء بات ظاهرة مجتمعية خطيرة، "وهي آفة مدمرة لأمننا الصحي، يقاس على ذلك الاعتداء على المعلمين، ورجال الأمن...الخ، فجميعها ظواهر باتت ملحوظة، وبالتالي قد تهدد بانهيار مؤسسات المجتمع، أما صمت الحكومة عنها، فهو مستغرب.

تراشق الاتهامات والتصريحات بين الوزرات المعنية والنقابات لن يحل المشكلة، بل تضافر الجهود لوضع القوانين الصارمة لضبط الخارجين على القانون والمعتدين هو الحل الأمثل.

كل الجهات المعنية مطالبة بالتعاون فيما بينها بوضع قانون حازم لمنع الاعتداء على موظفي القطاع العام، ومنها الإعلام التي عليها تثقيف المجتمع من ضرورة الابتعاد عن العنف بدلا من مسلسلات الثأر والاعتداء على الآخر اعتداء معنويا أو لفظيا أو تلك التي تساهم في تراجع المجتمع، فالحاجة باتت ماسة لحماية المجتع والوطن من الفوضى.

مدار الساعة ـ