أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات جامعات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين أحزاب رياضة مقالات أسرار ومجالس مقالات مختارة تبليغات قضائية مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة مناسبات مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

المساعدة يكتب: ما بين مصلحة الوطن الثمينة والشعبية الرخيصة

مدار الساعة,مقالات,الملك عبد الله الثاني بن الحسين
مدار الساعة ـ
حجم الخط

بقلم: أ.د. عدنان المساعده*

احترام ثوابت الدولة الأردنية أمر فرض عين على كل أردني يعيش على ثرى هذا الوطن، ويتمثل ذلك بأن دستورنا الأردني هو القاسم المشترك الأعظم الذي يوحدّنا في أردن العزم والكرامة، وكل من يتطاول عليه وعلى ثوابتنا الوطنية لا مكان له، ويعتبر جسما غريبا في قلبه مرض وفي رأسه أذى.

وسياسة الاستقواء والاسترضاء والمجاملة من قبل كائن من كان على حساب مصالح الوطن العليا لا يقبل فيها عاقل يهمه مستقبل أردننا الذي ساهم في بنائه قيادة هاشمية حكيمة منذ تأسيس الإمارة وإلى يومنا هذا، يساندها ابناء الوطن المخلصون الأوفياء الذين أفنوا زهرة شبابهم وقدّموا جلّ العطاء ولم ينتظروا مغنما ولا مكسبا إيمانا منهم بأن الوطن أكبر من كل المكاسب والمناصب والثروات، وجلّ همهم ترسيخ هذه الثوابت الوطنية لتبقى راسخة كجبال الشراة وعجلون ومرتفعات السلط لا تهزها ريح ولا يضيرها قول سوداوي مصفرة حروفه من قبل فئة لا تريد لوطننا خيرا التي باعت نفسها للشيطان وأخذت تنعق من خارج الوطن نكرانا للجميل كنعيق الغربان، وأحيانا من داخل الوطن ضمن صف الطابور الخامس وقوى الشد العكسي التي تضع العراقيل في دولاب العمل والنهضة، محاولة تشويه صورة الوطن بأسلوب ممجوج لا يخضع لمنطق او نقد بناء وضمن أجندة خارجية أو مصالح ذاتية تفوح رائحتها بالأنانية البغيضة والإنطواء على حب الذات فقط ... ولكن، ليعلم هؤلاء أن لهذا الوطن ربا يحميه، وقيادة هاشمية شجاعة وحكيمة، وشعبا وفيّا واعيا، وجيشا صلبا لا تلين له قناة، وأجهزة أمنية مخلصة متفانية قدمت الشهيد تلو الشهيد ما إستكانت يوما لباطل، وكانت الجباه دائما مرفوعة لم تنحن إلاّ لله، وكانت صخرة منيعة تفتت عليها كل قوى الشر والخذلان، عينها لا تنام حماية لأردن العزم بمكوناته ومقوماته تواجه كلّ من يحاول المساس بثوابتنا الوطنية بقوة لتبقى أسوار الأردن حصينة منيعة.

إن الرسائل الملكية السامية التي يوجهها جلالة الملك لشعبه ولكافة أجهزة الدولة من وقت لآخر، تأتي حرصا من جلالته متابعة وتوجيها لبوصلتنا الوطنية في كل مجال وصعيد عندما تنحرف البوصلة عن وجهتها الصحيحة المتمثلة بأن أولوية الأولويات هي مصالح الوطن العليا ومستقبل ابنائه. وجاءت رسالة جلالة الملك إلى عطوفة مدير المخابرات العامة اللواء احمد حسني حتقاي لضرورة مراجعة ترتيب البيت الأردني في كافة المؤسسات وعدم السماح بالأخطاء والتجاوزات أيا كان مصدرها، إيمانا من جلالته أننا مدينون جميعا لهذا الوطن أردن التضحية والفداء ورسالته الوسطية الحكيمة التي تحفظ التوازن وقيم العدالة للجميع. والرسالة، جاءت موجهة إلى مدير جهاز أمني حسّاس حيث ساهم هذا الجهاز في حماية الوطن من الأخطار الداخلية والخارجية على حد سواء، وكان على الدوام كما هو جيشنا الأردني الباسل وكافة الأجهزة الأمنية قرة عين القائد والشعب، وصمّام أمان وعنصر إستقرار لبلدنا في وسط الأجواء العاصفة والملتهبة التي إجتاحت اقليمنا المضطرب وبشكل خاص منطقتنا العربية.

نعم، إن رسالة جلالة الملك الى جهاز المخابرات الذي يحظى بإحترام وتقدير كافة الأردنيين، ويمتاز بمهنية عالية كفؤة وخبرة رائدة متميزة وبالتنسيق مع كافة المؤسسات هو موضع الثقة والأمانة في تصويب مواطن الخلل أنىّ وجدت، وأولها الحفاظ على ثوابتنا الوطنية، والحفاظ على هيبة مؤسساتنا كافة التي تشكّل بمجملها هيبة الدولة، وترسيخ مفهوم دولة المؤسسات والقانون الذي شابه بعض الأخطاء والتجاوزات بسبب سياسات الإسترضاء والمجاملات من أجل شعبية رخيصة، وإنتهاج سياسة سكّن تسلم من قبل بعض أصحاب القرار للهروب من قواعد اللغة إن جاز التعبير أو ترحيل الأزمات التي ينتهجها البعض دون مواجهة أو معالجة للأخطاء، كل ذلك كان على حساب مصلحة الوطن الثمينة والإنجاز والعطاء وأمانة المسؤولية حيث أن التراخي والهروب من مواجهة المشكلات وترحيلها، والتسويف دونما عمل حقيقي جاد قاد إلى حدوث فجوات كبيرة ساهمت في وجود تحديات ساهمنا بطريقة أو بأخرى في صنعها وتفاقم آثارها وتراكمها.

مدار الساعة ـ