قد يكون الماضي من الشيطان حين تراودنا ذكريات مؤلمة والتي تبقى في الذاكرة كالنقش في الحجر فلا تفارقنا حين نصطدم في واقع مشابه او مغاير لمسيرة حياتنا حتى لو كانت من الاشياء الصغيرة والتي نحاول تجاهلها ولكنها تبقى عالقة في اذهاننا كالعلقة، فالذكريات كالطفح الجلدي لايزول الا بزوال اسبابه مفرحة كانت او منغصة.
وقد يكون الماضي ايام ملائكة لا كدر فيها ولا شجون تمضي بنا في لهو وفرح وسرور غير عابئين بشقاء الحياة ومتاعبها تاركين كل العبء على اكتاف الاهل والاقرباء.
وحين كبرنا ولفتنا الحياة بمشاكلها ادركنا كم كانت طفولتنا بحلوها ومرها اجمل، ووددنا لو رجع الزمان بنا الى الوراء وعدنا اطفالا، نشتاق لحنان حضن الام تحضننا بلا حياء , ونتسابق مسافات الى المدارس بلا تعب وباشتياق, نلتقي مع الندماء يرش بعضنا بعضا بالماء, ونبني القصور على الرمال ونلعب العاب الطفولة في الحارات الضيقة ولا نابه للساعات تمر بنا كما السحاب، لا احد يلومنا على ثيابنا الرثة لان وجوهنا تعكس البياض ولغتنا فطرية لاغضاضة فيها ولا ملام، تمر فصول السنة كالاحلام.