الأردنیون من أكثر المجتمعات استخداماً للهواتف الذكیة والانترنت بالعالم. هذا ما خلصت إلیه دراسة میدانیة قامت بها نماء للاستشارات الاستراتیجیة بالتعاون مع دي ثري ومعهد بیو للأبحاث العام 2018 وتم نشرها من قبل المعهد قبل عدة أسابیع مقارنة مع إحدى عشرة دولة أخرى.
بینت الدراسة أن 94 % من البالغین الأردنیین (18 سنة وأكثر) یملكون هاتفا خلویا، ونحو 90% منها یمكن ربطه بالانترنت، و81 % یستخدمون الانترنت، 71 % یستخدمون فیسبوك، 80 % یستخدمون واتساب، 28 % یستخدمون انستاغرام، و24 % یستخدمون سناب تشات، 8 % یستخدمون تویتر على هواتفهم الذكیة.
ّ هذه هي البیئة التكنولوجیة الخصبة لتداول المعلومات المفیدة والاشاعات الهدامة في آن معاً.
تشیر البیانات المتاحة إلى أنه في أول شهرین من العام 2019 تم تداول 81 إشاعة مؤثرة (المنشورة على منصات یتجاوز مستخدمیها 5000 ) منها 34 اشاعة سیاسیة، و 32 إشاعة اقتصادیة والباقي متفرقة لغایة 1 آذار 2019 .وفي شهر آذار انتشرت 27 إشاعة تتعلق بالخطف، 34 اشاعة سیاسیة واقتصادیة.
ّ تكنولوجیا نشر الاشاعة الهدامة هي ذات التكنولوجیا التي نستخدمها لطلب سیارة كریم التي اشترتها اوبر بأكثر من ثلاثة ملیارات دولار! وهي ذات التكنولوجیا التي جعلت زید الحسبان وزید الفرخ وعبدالمجید شومان والمئات من جیراني من الأردنیین المبدعین في مجمع الملك حسین للأعمال، وقبلهم فواز الزعبي وفادي غندور ومروان جمعة ونایف استیتیة وغیرهم، ّرواد اعمال مقتدرین مبادرین وناجحین یحملون معاول البناء وینأون بأنفسهم عن معاول الهدم.
على الجانب الآخر یبقى البعض یصر على الهدم من خلال الاشاعة. هذه الإشاعات یتم إعادة نشرها من قبل 85 % من متلقیها، اما الردود علیها وتفنیدها فلا ینشرها سوى 15 % من المتلقین. وهنا بیت القصید. البعض یعید النشر دون وعي بأنها إشاعة. والبعض الآخر ینشر فقط للمشاركة مع الاصدقاء والمجموعات وإظهار المعرفة والسبق بنقل ما یعتقد أنه ”معلومات“.
والأخطر من هذا وذاك هو الذي ینشر ویعید نشر الإشاعة بهدف محدد مسبقاً ومخطط ومدار بشكل احترافي وبتمویل وتوظیف للتكنولوجیا والذكاء الاصطناعي.
وینبغي أن ندرك أن انتشار الاشاعة یزداد في اوقات عدم الوضوح التي تزیدها الاشاعة تعمیةً ّ مما یفسح المجال لمزید من الاشاعات الهدامة ومزید من الهدامین. لم یحسم وغموضاً وتیهاً الرأي العام الأردني موقفه من استخدام الموبایل والانترنت. وهناك تفاوت في تقییمهما من حیث الأثر الایجابي والسلبي على المجتمع وعلى المستخدمین الأفراد. إذ یرى 53 % أن الموبایل شيء جید للمجتمع، بینما 21 % أنه شيء سیئ. أما على الصعید الفردي فیرى 82 % ان الموبایل شيء جید بالنسبة لهم، و8 % یقولون إنه شيء سیئ.
أما وسائل التواصل الاجتماعي فیقول 41 % إن لها أثرا جیدا و 31 % أثرا سیئا على المجتمع. أما على الصعید الفردي فیقول 62 % إن لوسائل التواصل الاجتماعي أثرا إیجابیا علیهم، 16 % سیئا. فیما یرى 76 % أن للانترنت أثرا سیئا على الأخلاق العامة، 12 % أثرا جیدا، وعلى السیاسة 31 % أثرا جیدا و33 % أثرا سیئا، وعلى الاقتصاد 39 % اثرا جیدا، 31 % أثرا سیئا. وعلى الانسجام الأسري 65 % سلبیا، 26 % إیجابیا. وعلى ”الكیاسة المجتمعیة“ 72 % أثرا سلبیا، 12 % أثرا إیجابیا. و90 % یعتقدون أن للانترنت أثرا سلبیا على الأطفال.
رئیس مجلس إدارة نماء للاستشارات الاستراتیجیة