تُحَرِّم الشرائع كلها سواء أكانت في الديانات السماوية الثلاثة اليهودية والمسيحية والإسلامية وفق النزول أو غيرها قتل النفس التي حرَّم الله إلا بالحق، قال تعالى (وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنصُورًا(الإسراء: 33)). وكيف يتم قتل مجموعة كبيرة من المسلمات والمسلمين الأبرياء في داخل مسجدين في نيوزيلاندا وهم يتعبدون الله يوم الجمعة الموافق 15/03/2019 من قبل شخص اسمه برينتون تارنت ويبلغ من العمر إثنان وأربعون عاماً من ابوين إنجليز من بريطانيا ومن أصول يهودية. عاشوا في فلسطين أولاً ثم تركت عائلته فلسطين عقب حرب 1948 إلى بريطانيا ثم إنتقلوا إلى نيوزيلاندا ومكثوا فيها أحد عشر عاماً ثم استقر بهم الأمر في أستراليا وحصلوا على الجنسية الأسترالية عام 1970.
وللعلم أن أهل أستراليا كما نُشِرَ وكُتِبَ عنهم أنهم من أشد الناس عداوة للإسلام والمسلمين. والقاتل مصنف لدى أستراليا بيميني متطرف، لماذا تم إختيار نيوزيلاندا مسرحاً للجريمه لأنه في عام 2007 تم إلغاء تطبيق قانون الإعدام فيها وكذلك تم في إستراليا في عام 2005.
لا ندري هل بقتل أبرياء عُزَّل من السلاح في مكان عبادة بهذا العدد الجماعي والذي بلغ خمسون شهيداً وعشرون جريحاً وفق الإحصائيات التي تم نشرها، سيمنع برينتون تارنت ومن معه وعددهم أربعة ومعهم إمرأة نشر الإسلام؟ الجواب لا وألف لا. بل بفعلتهم النكراء هذه لفتوا أنظار الناس جميعاُ في العالم ليتعرفوا على الإسلام والمسلمين أكثر فأكثر وسينتشر الإسلام بشكل أسرع مما هو متوقع. فبرينتون ومن معه ساهموا بشكل كبير ومتسارع في التعرف على دين الإسلام من قبل عدد لا حصر له في العالم وفي نشره بالتالي بشكل غير متوقع بعملهم الإجرامي هذا وهم لا يُدركون. فشكراً لك يا برينتون وشكراً لمن معك ولمن فَكَّر وخطَّط لذلك ولمن زودك بالسلاح والطلقات والمعلومات التي كتبتها عن تاريخ المسلمين وإنتصاراتهم السابقة.
وسيقتص الله منك يا برينتون ومن معك قريباً جداً إذا لم تقتص منك حكومتك في إستراليا أو حكومة نيوزيلاندا والجنة لشهدائنا بإذن الله. قال تعالى (يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (التوبة: 32)، يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (الصف: 8)).
ولكن في نفس الوقت دعونا نقول لكل من تُسَّوِلْ له نفسه في الاعتداء على المسلمين وأماكن عبادتهم أن المسلمين لهم بالمرصاد (وبالخصوص رئيس جامعة ليبرتي في أمريكا الذي شجع ويشجع في خطاب له أمام جميع منتسبي الجامعة والمجتمع المحلي على قتل المسلمين وطلب منهم حمل السلاح المرخص وعرض عليهم بإعطائهم مساقا في التدريب على القتل مجاناً في الجامعة وتباهى بذلك أمام الجمع) ولكن دينهم هذبهم بعدم مقابلة الإساءة بالإساءة إلا إذا تكررت حيث لا يُلْدَغُ المؤمن من جحر واحدٍ مرتين. وعلى الحكومات الدولية حماية أصحاب الأديان المختلفة في بلادهم لأن حرية الأديان محترمه لدى الأمم الحضارية في العالم. ونحن كمسلمين نحترم الأديان كلها ولا نجبر أحد على اعتناق الدين الإسلامي بالقوة أو قصراً قال تعالى (لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (البقرة: 256)). وقال الله أيضاً (وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَٰهُنَا وَإِلَٰهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (العنكبوت: 46)).