يبدو أن الأحزاب السياسية دخلت في غفوة حزبية، بعد الانتخابات النيابية الأخيرة ، وهذا خطأ كبير من الأحزاب ، لأنها توحي للمواطن والمراقب أن نشاطها يقتصر فقط على الوصول والحصول على المناصب العامة من خلال الانتخابات النيابية ، وهذا السلوك قد يعطي انطباع سلبي عن الهدف من الأحزاب السياسية ، والهدف من التحديث السياسي الذي تم ، ويعطل مسيرة التحديث السياسي ، لأننا ما زلنا في بداية الطريق ، حيث لم يمضي على إقرار منظومة التحديث السياسي التشريعية ، وانطلاقها أقل من ثلاث سنوات، وهذه الفترة غير كافية للوصول إلى مرحلة وحالة الاستقرار السياسي والحزبي ، ولذلك يجب أن تكون الأحزاب في هذه الفترة وخصوصاً بعد الانتخابات، وفي ضوء النتائج المتواضعة التي حققتها في حصد عدد المقاعد النيابية في أوج نشاطها ، وأن تزداد وتيرة انتشارها، وأن تكثف من برامجها الاستقطابية لرفع عدد منتسبيها ، وخصوصاً ونحن على أبواب انتخابات المجالس البلدية ومجالس المحافظات ، ولذلك مطلوب من الأحزاب أن تتحلى بالصبر وبالنفس الطويل حتى نصل إلى مرحلة تجذير الحياة الحزبية والسياسية ، وتصبح سلوكاً يعتاد عليه المواطن ، بحيث يقبل على الانخراط في العمل الحزبي بكل قناعة تامة ، دون وجل أو خوف، وعلى الأحزاب أن تتذكر وأن لا تنسى أن الانتخابات النيابية القادمة وحسب قانون الانتخابات النيابية سيتم رفع عدد المقاعد الوطنية العامة المخصصة للأحزاب السياسية إلى نسبة 50% خمسين في المائة من مجموع مقاعد مجلس النواب ، وهذا يتطلب جهوداً استثنائية من الأحزاب والجهات المعنية للتوسع والانتشار أفقياً وعاموديا لرفع نسبة عدد الحزبيين إلى أكبر عدد ممكن ، فهذه نصيحة أقدمها للأحزاب وكل الجهات المعنية بالحياة السياسية أن تنشط وتفعل وتكثف جهودها بشكل أكبر ، لإنجاح منظومة التحديث السياسي التي هي محط اهتمام ومتابعة من لدن سيدي جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه ، وللحديث بقية.
غفوة حزبية.. فكم تستمر؟
مدار الساعة ـ