يتفهم الأردنيون كافة المكانة الشعبية التي يحظى بها سعادة النائب صالح العرموطي، ابو عماد،، ولكن.
إن فاز في هذا الماراثون، فثمة محاذير شعبية، وشعبوية، ونخبوية تتعلق بالفرصة والهامش اللذين سيتحرك من خلالهما ابو عماد .. وقد لايتوفر المناخ الملائم لهذه المجازفة.
إعتاد الأردنيون على مواقف جريئة وشجاعة لأبا عماد، وقد لايقبل المتابعون والمهتمون بأقل من ذلك.
في علم السياسة يسعى كثير من السياسيين لتحقيق الممكن عبر المستحيل، وصناعة الكثير عبر القليل والتهويل .. وتكذيب الحق البين، لصالح الكلام الهين اللين.
هنا ستبدأ المعاناة، إن قبل ابو عماد ولن يقبل، فسيخسر تاريخاً وإرثاً ناصعي البياض، وإن رفض، وسيرفض، فسيخسر دعم كثير من القوى والجهات.
ربما مصلحة أردنية سياسية صرفة أن يكون لرئاسة هذا المجلس رئيس ذو خلفية قانونية، وشعبية ممتدة على مساحات هذا الوطن، ما يعطي قوة للمجلس، وما ينعكس ايجابا على الموقف الاردني من القضايا العربية والدولية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
وها قد عاد ترامب، وحزبه الجمهوري، ولا يخفى على أحد أن ترامب على علاقة غير جيدة مع الأردن.
الاستحقاقات القادمة على المنطقة جارفة جامحة ستطال معظم اليابس، وبعضاً من الأخضر .. لذا ليس ترفاً تقوية المجلس رئاسة وأعضاء .. وإنما هي ضرورة ملحة لابد منها، ولابد من الالتحام مع كافة المكونات الوطنية للوقوف في وجه القوى الكائدة، والمخططات الحاقدة، والخيارات المفتوحة.
العرموطي رجل قوي، يشبهنا بكافة تفاصيله، يعجبنا بشماغه الأحمر، ومواقفه المتدفقة الشجاعة .. ولكننا نخشى ما نخشاه من فشل التجربة.. عندها ستتغير الأدوار، وربما تنقلب الطاولة، وقد تسقط آخر معاقلنا الحزبية العميقة.
أنصح الإخوان أن يكتفوا بدورهم الإصلاحي التاريخي، ودورهم في الدفاع عن الأردن، وفلسطين، وعن المعتقدات والدين .. وأن يبتعدوا عن المناصب والمكاسب، كي لا تتصدع القواعد، وينفد مخزونهم الشعبي.