ليست الفكرة بدمج المراكز الشابية في المحافظات كما اوضحت الوزارة قبل يومين، انما المهم انتاج مراكز جاذبة للشباب لا طاردة ومنفرة لهم.
والسؤال: اذا كانت المراكز الان على تعدادها وكثرتها لا تحقق الحد الادنى من المامول والاهداف المرجوة فكيف سيكون الحال عند تقليصها ؟ وتقسم الايام بين الشباب والشابات بمعدل ثلاثة ايام لكل فئة اسبوعيا.
في وقت كنا نتمنا التفكير بمراكز شبايبة تلبي طموجات وتطلعات الشباب في كل المجالات الثقافية والفنية والعلمية مجهزة باحدث الوسائل والامكانات الحديثة لتحقيق ما نصبوا اليه جميعا، تسهم في جذب شبابنا اليها لقناعاته بايجاد ضالته التي تلبي كل حاجاته، وان تكون مفتوحة لكل الشباب في المملكة لا تبقى مقصورة على فئة محددة تتيح المجال للكل الاستفادة من الخدمات والامكانات التي نتطلع ضمن برامج وتطبيقات تنسجم مع الواقع الذي نعيشه وان لا نبقى اسرى للماضي.
جاءت فكرة الدمج بهدف الوفر المالي حسب مسؤولي الوزارة التي قد نحقق جزءا بسيطا من الهدف، الا اننا في المقابل نخسر فكرة الغاية التي انشئت هذه المراكز لاجلها؛ لان الاستثمار في الشباب هو الغاية والهدف وانعكاسته الايجابية تحقق الكثير من الفوائد.
كما انه من غير المعقول ان تقسم ايام الاسبوع بين فئة واخرى بين الشباب والشبابات في الوقت الذي ندعو فيه الى زيادة ساعات العمل في هذه المراكز واستغلال والاستفادة من كل ساعة في وقت فراغنا والسماح باستخدام مرافقها اطول وقت ممكن، لا ان نتعامل معه بعقلية الموظف لساعة محددة؛ لانه امر مختلف وذات غاية سامية ومهمة.
الاصل ان نغرس لدى الفئة المستهدفة انه عندما يشعر اي منهم انه بحاجة الى الترفيه او لممارسة اي نشاط فكري او غيره، يجب ان يتبادر الى ذهنه مباشرة المركز القريب منه ليذهب له موقنا بان ابوابه مفتوحة لا ان ينتظر اليوم المحدد؛ لان الاحتياجات النفسية قد لا تنتظر احيانا، وعليه ان يشعر بانه ذاهب الى منتدى علمي ثقافي شبابي يجد فيه المعلم والاستاذ والزميل للمناقشة والحوار او للاجابة عن كل التساؤلات، مزودا بكل وسائل التواصل والانفتاح على جيله في المحافظات الاخرى و ابناء وطنه في الخارج، وان يكون التواصل معهم متاحا من خلال لقاءات ومؤتمرات تنظم لهذه الغاية؛ لتبقى الافكار والاراء متقاربة دون مساحات كبيرة وليبقى ابناؤنا بالخارج داخل الوطن من خلال معرفتهم بكل ما يجري فيه.
نحتاج الى مراكز شبابية تركز على العقل ونمط التفكير والتشجيع على الابداع والابتكار تتبنى كل المبادرات الشبايبة وتطورها لتبني جيلا منتجا وعاملا مهما في البناء والنهوض منطلقا من ثقته بنفسه. الدستور