انتخابات نواب الأردن 2024 أخبار الأردن اقتصاديات جامعات دوليات وفيات برلمانيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات مقالات مختارة مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

المندسون

مدار الساعة,مقالات
مدار الساعة ـ نشر في 2019/01/21 الساعة 11:51
حجم الخط

كلمة أصبحنا نسمعها كثيراً وخاصة اذا ما كان هنالك حراك او اعتصامات بحيث تقوم اجهزة الدولة وخاصة الاعلام بالتركيز على مصطلح المندسون وذلك لخلق نوع من عدم الثقة في الحراك او الاعتصام وهي ايضا خطوة تمهيدية لاستخدام الخشونة مع المحتجين وربط ذلك الحراك بمفاهيم او مؤامرات على الدولة او حتى على الأمة ككل.

لقد قامت الحكومات في العالم اجمع باستخدام مصطلح "المندسون" بشكل يدعو الى الشفقة، فهو إقرار بعدم القدرة على محاورة الشارع والاستماع الى مطالب الشعوب وبالتالي فهو يعد إفلاساً سياسياً وقد قام كثير من قادة دول العالم باستخدامه وعلى سبيل المثال الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي وخلفه قائد السبسي، والرئيس السوري الحالي والرئيس السوداني والرئيس اليمني الراحل علي عبدالله صالح وكذلك الرئيس الموريتاني واللبناني والعراقي والرئيس الفلبيني والرئيس الفرنسي الحالي ماكرون وغيرهم الكثير ولكن الأهم لنا كأردنيين هو استخدام مصطلح المندسين من قبل رئيس الوزراء الأسبق عبدالله النسور لكبح جماح الغضب الشعبي على ارتفاع الأسعار مع ضحالة الرواتب.

لقد أصبح مصطلح المندسين هو أسهل الطرق لهدم أي مطالب او امتعاض او وقفات شعبية تهدف الى المطالبة بالحقوق او وقف الفساد السياسي والاقتصادي والاجتماعي او حتى لوقف الابتزاز الأمني بحيث يصبح الجميع في حالة من عدم الثقة والاضطراب وبذلك تسلم تلك الحكومات من الغضب الشعبي وتستمر في مسلسل شواء المواطنين على نار هادئه لان الجميع يخشى الوقوف وقفة حق بسبب اولئك المندسين المزعومين.

ولكني أنصح أهل الحل والعقد او من وجد منهم أن لا يستخفوا بعقول الاردنيين، فلقد بلغت الحلقوم، والفقر اصبح مقيماً في معظم بيوت الاردنيين (باستثناء أصحاب الحظوة) والرواتب تآكلت حتى أصبحت لا تكفي لأكثر من اول عشرة أيام من الشهر والحصول على قوت اليوم أصبح إنجازاً وفواتير الكهرباء والمياه دمرت الاسر وارتفاع اسعار المشتقات النفطية غير المنطقي والذي لا يرتبط بالاسعار العالمية ولا المحلية ولا يستطيع فهمه الا آينشتاين جعل قيادة السيارة حلم، وغيرها الكثير من اليأس الذي جعل الانتحار في الاردن خبر عادي نسمعه كل يوم.

الاردن ليس مثل سوريا او العراق، فالاردن بلد مترابط عشائرياً ويدين السواد الأعظم من أبنائه المذهب السني والأحزاب ليست فعّالة او لها القدرة على تغيير الولاء كما في بعض دول الجوار فالشعب الاردني يحب بلاده اولا وقبل كل شئ ومعظم افراد القوات الأمنية من أبناء هذا الشعب، فمن الواجب على اصحاب القرار عدم المراهنة على احداث دول الجوار وعليهم القيام بما يمليه عليهم واجبهم بالتخفيف على الشعب والكف عن ظاهرة استهبال الشعب من خلال الكذب فيما يخص ضريبة المبيعات فالأردنيون لا يأكلون السلاحف والأفاعي ولا يأكلون مرتديلا الوز ولا يطبخون المواد الاساسية في الصناعة على موائدهم ولا يمتلكون تفسيرا لمصطلح (وغيرها) الذي ورد في التخفيضات التي أوردتها الحكومة على ضريبة المبيعات ونقول للحكومة كفاكم أستهزاء بالشعب واحتقارا بكرامته.

حمى الله الاردن من كل مكروه

مدار الساعة ـ نشر في 2019/01/21 الساعة 11:51