هكذا نحن .. مواطنون محترمون جداً..وشعب عاطل عن الانجاز والتغيير .. وبيجاما نأوي إليها آخر النهار .. وشخير مرهوب الجانب بات معروفاً للقاصي والداني.
و لنا أيضاً غيارات داخلية بالغة التجهم منشورة على حبل الغسيل تعبيراً عن فحولة شعبية مظفرة.
وشجارات عارضة مع الجيران .. وتشوهات خلقية في واحدة من خلايا الدماغ .. وفضائيات نشاهد فيها دماء أشقاء لنا سالت على مذبح القومية. ..
نسيت أن أقول أن لنا نشرة أخبار في الثامنة .. وتكهنات سياسية لا أساس لها من الصحة .. وابتسامات بلهاء.
ترسلها الشاشة المحلية التي لا يشاهدها إلا القليل .. وفساد بقامة عالية تطاول السحاب.
ولنا.. حكومات ورسميون جداً يشبهون الهاتف الذي يرن ثم يتضح أن " النمرة غلط " .. أو يشبهون الضجة التي يثيرها ذات ظهيرة بائع الغاز الجوال.
اللعنة .. أين نحن وأنتم وهم وهؤلاء من الوطن ..؟؟ لقد سقط الوطن من الحسابات .. ولم يعد سوى فساد وحماقات وخروقات وتجاوزات للعرف السائد .. وتفشت على جسد المجتمع قروح غريبة ، ينز منها الضجر والبلادة ، والغاية منها ، أي من هذه القروح مزيد من الألم ومزيد من الحاجة والتسول ومزيد من ضياع ما يسمى المستقبل .. هل قلت المستقبل ..؟؟ أنا اعتذر .. ملعون أبو المستقبل وملعون أبو تلك الشيخوخة المبكرة التي تبدأ فور أن نتعلم الحبو .. وملعون أبو غرفة النوم التي تحافظ على استمرار الجنس البشري من خلال التناسل الخاضع لرقابة أطباء النساء.. وملعون أبو " البيجاما" الفضفاضة التي تعطي انطباعا بالرخاوة .. وملعون أبو حبل الغسيل الخجول الذي نصبناه في مكان مستور لمجرد أن يأوي الغيارات النسائية التي لا يجوز أن يراها الاغيار .. وملعون أبو السؤال الذي يتكرر مليون مرة ، عن موعد انتهاء الكمبيالة البنكية الحقيرة التي حصلنا عليها قبل عشرات السنين .. وملعون أبو الابتسامة الصفراء التي يخفي فيها رئيس الحكومة حرجه إزاء السلوك الشائن والمعيب.
تلك هي تفاصيلنا بملحقاتها .. رجولة تنطوي على انحطاط وأحياناً على رخاوة .. ومستقبل مسكون بالخوف ومصفوع بالعتمة .. ونوبة سعال كل صباح قرب المغسلة .. وشيخوخة سريعة .. وطقم أسنان رديء .. وموت بطيء .. وبلغم أصبح موضع حفاوة وتقدير .. وصولا إلى ما يسمى أرذل العمر.