انتخابات نواب الأردن 2024 اقتصاديات أخبار الأردن جامعات دوليات برلمانيات وفيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات مقالات مختارة مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

غربة تلاحقنا

مدار الساعة,مقالات
مدار الساعة ـ نشر في 2018/09/12 الساعة 17:26
حجم الخط

حمل حقائب الرحيل واقترف ذنب الغربة مجبراً ، فلقمة الوطن لا تكفي والبقاء لمن يتعب لمن يكحت الصخر ليُنتج رحيق الأيام بلا مرارة.

أغلق الباب مودعاً عائلته، ركضت طفلته الصغيرة تاركةً حضن أمها ممسكةً بِعتبة الباب تبكي رحيله ولم يعد ،

بل مضت السيارة مسرعة ومضى العمر معها

راحت السنون وبقيت لهفة الحنين كبرت ابنته وبقي من خلف شاشة هاتفه المحمول يُلملم بعض الأخبار ولا يكتفي من الأخبار ولا من الغربة.

فالوطن مايزال على حاله ، لقمته صعبة والغربة تغتصب العمر بلا رحمة.

مرة عاد ولكنها خاطفة و مرة فكر بعودة مؤبدة ولكنه تراجع عندما عاد وخاف من قسوة الحياة على كبر إذا ما فقد كل ما يملك واحتاج دعماً من وطنه فلن يلقى الدعم.

نحن المتهمون بأوطاننا المحكومون بالحاجة والقلة لا تُكرمنا الأوطان بلا مال يُدفع ضريبة رفاهية وحياة مترفة نحن نخاف من رصيف الوطن من شجره وحجره وكل المعالم التي تغنينا بها في شعاراتنا القومية ، فكل الكلام إذا ما سقطنا احتياجاً لا ينفع وكل الشعارات التي بُحت أصواتنا لنطقها لا تطعمنا الخبز.

نحن مخيرون بين وطنيتنا المتغلغلة في أعماقنا و حاجتنا للحياة لا نعرف إن كنّا مكرمين أم أننا مجرد رقمٍ يضاف للمحتاجين.

قتلتنا الغربة سنيناً فقدنا طعم الحياة والحب والحنان تجمدت مشاعرنا ونحن نهرع خلف لقمة العيش.

والوطن يشاهد معاناتنا دون أن يحكم لنا بالعودة والسعادة لماذا نخاف من أوطاننا لماذا نحلم أن نغادر لنكسب فنرى الجحيم ولاتحرك وطنيتنا ساكناً؟!

لماذا لا نكافح في أوطاننا لننتج ونبدع كما نفعل في بلاد الغربه ؟!

لماذا يمتص الأغراب عقولنا وأرواحنا

وتعيدُنا الغربة إلى الوطن بكهولةٍ تنتظر النهاية ؟

من المذنب هل نحن وطموح الحياة الذي لاحقنا لنبني المستقبل؟ أم سوداوية الوطن وتأخره في مساندتنا ومنعنا من حقوقنا في الحصول على الوظائف والمكانات التي يستحقها كلٌّ منّا؟!

أمضينا الحياة في الغربة اشتياقاً وأملاً بأن يُعيد الوطن دراسة واقعه ليمنع الشباب من الهجرة بحثاً عن عمل وكرامة عيش .

فربما يصبح وطننا الجنة الموعودة ونكتفي به عن غيره ليسمو بنا ونسمو به .

فالوطن الذي يُكرمك ستُكرمه وسيبقى اسمه عالياً يُحلق بقدرات شبابه.

فلا خير بمن لاوطن له يُكرمه ويعزُه.

مدار الساعة ـ نشر في 2018/09/12 الساعة 17:26