انتخابات نواب الأردن 2024 أخبار الأردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات مقالات مختارة مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

زايد حماد يكتب: لماذا لا يوفر المجتمع الدولي منطقه آمنة على الحدود للاجئين

مدار الساعة,مقالات,الملك عبدالله الثاني,الأمم المتحدة
مدار الساعة ـ نشر في 2018/06/27 الساعة 17:20
حجم الخط

بقلم - زايد حماد

اللجوء حق إنساني ضمنته كل المعاهدات والمواثيق الدولية، وتوافقت عليه جميع الثقافات باختلافها، بل ان ـ الفطرة الإنسانية ـ اول جذور ومرجعية المبادئ الإنسانية قبل الثقافات والقوانين والمصالح ضمنت ذلك؛ لأنه حق الحياة أول حق من الحقوق الانسانية.

وفي الزيارة الأخيرة لجلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله لواشنطن كان الملف السوري حاضرا فتصريحات جلالة الملك بعدم استقبال لاجئين سوريين في الأردن ما هي الا محاولة نبيلة من جلالته لوضع المجتمع الدولي امام واجبه الإنساني الذي تخلى عنه وان الأردن رغم ضعف امكانياته فهو يستضيف واحداً من اكبر مخيمات اللجوء في العالم وان الأردن ثاني اكثر دوله استقبلت لاجئين سوريين في العالم.

لا شك - عندي – بأن موقف الأردن كان متجلياً إنسانياً منذ اليوم الأول للازمة السورية 18/3/2011 وبدء اللجوء السوري إليه وهو يتحمل أعباء فوق طاقته في جميع المجالات، الاقتصادية، والبنية التحتية، والموارد الطبيعية - كالمياه وغيرها، مرور بالمجالات الاجتماعية والنفسية وحتى السياسية والثقافية، هذه العوامل كلها أظهرت الأردن للعالم بأنه تخطي كل ذلك من أجل الموقف الإنساني، وكنا في جميع المؤتمرات نتحدث عن الموقف الرسمي الأردني الإنساني في استضافه اللاجئين، وذلك بالسماح لهم باللجوء وتوفير الأمن والأمان، من باب إحياء النفس وإغاثة الملهوف، هذا الموقف الإنساني كلف الاردن منذ بداية الأزمة إلى نهاية عام 2017 ما قيمة حوالي 10 مليار دولار، وهذه أعباء ادرك - تماما أنا و القارئ - بأنها فوق طاقة الأردن.

ولكن في ظل ذلك كنا قادرين على اقناع المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الدولية بحجم هذا العبء، وكنا قادرين كذلك على إلزام الدول العربية - تحديداً الغنية منها – بالمساهمة والمشاركة بهذه الاستضافة .

من عاش وجلس وسمع من اللآجئين في المخيمات وخارجها يدرك تماماً بأن إنقاذ هذه الأرواح من الموت المحقق قضية إنسانية لا يمكن للأعباء الاقتصادية - مهما بلغت - أن تتخطاها! نتحدث عن مآسي إنسانية، لا علاقة لنا إلا بهذا الإنسان الذي هرب من ويلات الحرب لا يريد الا النجاة بروحه، ولا يتحدث عن شيء الا الحياة! ولن نتحدث عن السبب؛ لأنه ليس لنا همٌ إلا إنقاذ تلك الروح اللآجئة إلينا.

في ظل ذلك يجب على المجتمع الدولي وعلى رأسه المنظمة الدولية ان تتحمل مسؤوليتها الإنسانية وان تسعى بكل الطرق لإيجاد منطقه عازله آمنة على الحدود يتكفل المجتمع الدولي بها بدل من الحديث عن عدم استقبال الأردن للاجئين السوريين وهو مدرك تماما بان مشكله استقبال اللاجئين السوريين في الأردن هي مشكله اقتصاديه بحته وليس إنسانية , حفظ الله الأردن وأدامه دوماً ملاذاً آمناً للمستضعفين في العالم بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله.

مدار الساعة ـ نشر في 2018/06/27 الساعة 17:20