أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات برلمانيات جامعات وفيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات أسرار ومجالس مقالات مختارة تبليغات قضائية الموقف شكوى مستثمر شهادة مناسبات جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

القرعان يكتب: ثقافة التظاهر للأردنيين محط اعجاب

مدار الساعة,مقالات,الملك عبدالله الثاني,ولي العهد,مجلس النواب
مدار الساعة ـ
حجم الخط

نسج الاردنيون بخيوط من ذهب بتظاهرهم على الدوار الرابع ورفضهم للقرارات الاخيرة لحكومة د.هاني الملقي حيث عبروا بممارستهم عن وعيهم الكبير بثقافة الرفض السلمية وجملوها بصورة المحبة التي شملت المتظاهر مع رجل الامن فكانا حال جسد واحد.

فقد ادرك العالم من حولنا وفي مراقبته للاجواء الاردنية التي تصاعدت على مدى اسبوعين حب الاردني للاردن وانتماءه لثراه الطهور عبر مشاهدات ومفردات حاكت حضارات المدنية الغربية ؛ فقد أم المتظاهر برجل الامن في الصلاة وتبادل الطرفين حب البلد بطريقته ضمن مصلحة واحدة مشتركة ورقعة واحدة تجمعهم. حازت هذه الصور والمشاهدات والسلوكيات العفوية للمواطن الاردني على الدوار الرابع على اعجاب العالم بسلمية التظاهر وسرعة التجاوب الملكي مع حراك الشارع. باعتقادي وبحكم المراقب للاحداث نجحت ثقافة التظاهر للمجتمع الاردني والتي جاءت هذه الاخيرة مختلفة تماما عن السابقه من حيث شبابية التظاهر وعفوية المتظاهر وحسن ادارتها ورفضها لاي قيادة نقابية او حزبية ،فقد تماهي الاردنيون بوقفتهم ورفضهم لسياسيات الحكومة وقد عبروا عنها بحناجر صدحت وهتفت باسقاط الحكومة وقراراتها السيئة ونجحوا بذلك.

وقد استطاعوا اسماع صوتهم من خلال قوة مطالبهم واحقيتها دون نواب ولا احزاب وهذا ما عكس حقيقة جمالية التظاهر وعفويته ووطنية المشاركين في ظل تقصير واضح من الاعلام الرسمي في تغطية الاحداث. لم يكن هنالك حاجز بينهم وبين القيادة الحكيمة لجلالة الملك حفظه الله بان استجابت فورا لمطالبة المتظاهرين باقالة الحكومة وتلبية جميع مطالبهم. هذا حال القيادة مع الشعب دائما تنتصر للشعب باعتبارها ضامنة للدستور وحقوق الناس. ان ضعف مجلس النواب وغيابه الكامل عن نبض الشارع اعطى قناعة تامة للشعب بان خروجهم للشارع هو الضمانة الحقيقية للدفاع عن حقوقهم خاصة ان المجلس الحالي لم يقوى على رد قرار واحد للحكومة لا سيما المتعلقة برفع المحروقات والكهرباء والاسعار بشكل عام واخرها مشروع قانون ضريبة الدخل. قناعتي كما هو عرف عالمي وسياسي ان وجود مجالس تمثيلية نيابية ضعيفة تخلق حكومات متغولة سلطوية منفردة بقراراتها دون الاخذ برأي النواب وهذا ما انبطق على حالتنا على مدى حكومتين سابقتين انتهجوا سياسة الرفع وجيب المواطن لسد العجز. تسجل للاردنيين وللاجهزة الامنية المختلفة صورة التماهي التي رسمت ارقى جمل وعبارات التظاهر حتى اصبحت مثل وقدوة يتحاكى فيها العالم العربي والدولي فكان المواطن على درجة عالية من الوعي والانتماء حتى اخرج المشهد وانتج بحرفية وحكمة المواطن وعقلانيته، ولذا لا تخاف على الاردن فهو ليس كغيرة في ظل وجود قيادة هاشمية حكيمة محبوبة للشعب وفي ظل شعب يقدر قيمة الامن والامان والاستقرار ، فنحن كاردنيين فخورين بطريقة تعاطينا مع مشاكلنا وحجم التحديات المفروضة علينا ، والان الكرة في ملعب الحكومة الجديدة التي نعتقد بانها استلمت الرسالة واستوعبت حالة الشعب الاقتصادية الصعبة .حفظ الله اردننا وقيادتنا الهاشمية بعميدها الملك عبدالله الثاني وحفظ الله ولي العهد الحسين بن عبدالله من كل مكروه.

مدار الساعة ـ