ليس غريباً ان تحقد على قريب ظلمك او صديق غدر بك او عدو اغتصب ارضك وشردك او حتى على مسؤول عنك في العمل اضطهدك لانك لم تتملقه او تحابيه.
أما ان تحقد على وطن احتضنك ورعاك وامنك من جوع ومن خوف، وظلك بسمائه صيفها وشتائها, وانعم عليك بما طالت يداه من التعليم والثقافة والصحة وجعل لك هوية ومكانة بين الامم، وكما تعلمنا منذ الصغر حب الوطن والانتماء له واجب قومي ووطني، ومن مضامين حبنا له ان نفخر ونعتز به ونذود عن سمعته وحياضه بالغالي والنفيس ضد اي نوع من العداء سواء من داخله او من خارجه، اما ان نحقد عليه ونشوه سمعته فهذا اغرب الغرائب واكبر الجحود والنكران.
لقد نشأنا على أن ليس من الوطنية تجاهل الوطن وتعمد تقديم الانطباع السيئ لشعبه وللعالم عن كل مقدراته عندما نجد عدة أقلام لصحف ومجلات وقنوات فضائية ومواقع على صفحات التواصل الاجتماعي ليس همهم سوى الاساءة للوطن ومقدراته الذين مرقوا عن حب الوطن والانتماء له. اما على خلفية صراع سياسى، او صراع طائفي جسدوا فى ذلك مصالحهم الشخصية دون النظر إلى ما يحتمه الواقع، وآخرون أخذوا مفهوم الوطنية طريقا لهم متلاعبين بمشاعر الأفراد نحو وطنهم مدافعين عن مسارهم كلما ضاقت بهم السبل رافعين شعار مضلل يخدعون به انفسهم ومن يسير في حبائلهم ويدعون (باننا نعمل من أجل الوطن).
ان هؤلاء الفئة القليلة والتي تغرد خارج السرب فقدوا اهليتم وانفسهم وانتمائهم عندما ارتموا في احضان اجندة خارجية من اعداء يكيدون لهذا البلد، ارضاء لمصحة شخصية ومادية واشباع غرورهم ونقصهم الذاتي.
ان من هذه الفئة الذين حصلوا على لجوء سياسي في دول الغرب , تجدهم ينعقون كالبومة صباحا ومساء في الاساءة للامة والوطن ويتفاخرون بانهم احرار كانهم كانوا في الوطن عبيدا وسجناء , وان دول اللجوء توفر لهم كل شىء بالمجان وهذا مرادهم ان ان يكونوا متسولين يعيشون على الفتات والصدقات ممتهنين من اجلها كرامتهم وعزة نفسهم ولايدرون انهم منبوذين ومحتقرين في تلك الدول التي يتخذونها وطنا بديلا , وهم يعلمون علم اليقين ان الجنة لن تغنيهم عن الوطن الام وطن الاباء والاجداد والابناء والاصدقاء والاحبة وطن العزة والكرامة، فدعهم في غيهم يعمهون.