مدار الساعة - كتب: عبدالحافظ الهروط - قبل أشهر تناقلت وسائل الاعلام تعيينات ومناقلات سفراء، ومن بينهم اسم بشير الرواشدة ليكون سفير الاردن لدى دولة قطر.
وللمودة والمحبة بيننا، ومثلهما مع اصدقاء وشخصيات قطرية، اتصلت بـ"ابو علي" مهنئاً وطالباً ان يكون سفيراً يليق بعلاقة الأخوّة التي تربط شعبي البلدين الشقيقين، فكان الردّ كعادته دبلوماسياً مكرراً "ان شاء الله وربنا يقدرّنا على الخير".
حدث ما حدث، ولم يذهب الرواشدة الى الدوحة، وسارت الأيام الى غير ما تشتهي السفن، حتى اذا ما استمرت حكومة الملقي ، كان التعديل السادس يجيء بـ"السفير المنتظر" وزيراً للشباب، وهو الذي تولى منصب أمين عام وزارة التنمية السياسية في مرحلة كان الحديث فيها يموج شرقاً وغرباً بكيفية مشاركة الشباب بالانتخابات في جميع اشكالها، وكيف يكون ابناء الوطن شركاء في تنمية مستدامة.
اجزم أن كل السياسات التي طرقتها الحكومات المتعاقبة وآخرها حكومة الملقي بكل تعديلاتها لم تنجح بإنجاز مشروع شبابي حقيقي، رغم كل التصريحات الرسمية التي تقول "هناك ارادة سياسية"، لذلك لا غرابة ان يكون شباب الوطن في بطالة وفراغ وانتحار، وعرضة للمخدرات وتجارها، وفي عنف وتسوّل، رغم طيبة وطينة ووطنية هذه الأجيال التي كانت ركيزة البناء الاردني والجند الأوفياء والشهداء وما يزال منهم القابض على جمر الانتماء لهذا الوطن العزيز.
وكمواطن، أبصر على هذه الدنيا وصبر الاردنيين لا صمتهم، وهم يكافحون في عملية البناء وارساء قواعد النهوض والكرامة الاردنية، وتحمّلوا وزر أخطاء الأشقاء ليظل الاردن نموذجاً وسنداً لأمته، قبل ان يتحمّل الوطن أخطاء سياسات الحكومات الاردنية، فقد فقد ابقيت على ثقتي ان النهوض الوطني سيعود عاجلاً لا آجلاُ بعونه تعالى رغم كل الاحباطات والارهاصات والتآمرات التي يواجهها بلدنا الصامد بصمود شعبه وانه لن يركع مهما كانت الظروف قاسية.
أقول هذا، لأن الأزمات هي التي تكشف معادن الشعوب والقوى الحية في مؤسسات دولها، فالأردن مرّ بظروف حالكة عندما كانت قوى حليفة وصديقة وعدائية تحول بين اليمين واليسار وكان هذا البلد في "عين العاصفة". فظل صامداً، والسبب ان الحركة التي تقلدت معظم مسؤوليات الدولة في تلك الظروف، كانت حركة الشباب.
اعود الى مجيء وزير الشباب الجديد، وهو ليس غريباً عن القطاع الشبابي، وقد خاطبت من قبله وزراء الشباب ورؤساء المجلس الاعلى للشباب الذي كان في مراحل سابقة خلفاً للوزارة، مراهناً عليهم جميعاً، صعوبة المرحلة لأسباب كثيرة، لعل ابرزها ما وصل اليه المجلس الأعلى من تميز وحراك شبابي ملموس في اولى سنوات تأسيسه، تلك مرحلة تقتضي مني الأمانة ان استشهد بها، وأُدلي بها دلوي، كلما كانت هناك مناسبة تستدعي مني هذه الشهادة.
اخاطب الأخ والصديق بشير الرواشدة، والخوف عليه كوزير، ليس من الوزارة التي فقدت كثيراً من كفاءاتها بل من هذه الحكومة، التي لم نسمع من رئيسها ومن رؤساء سابقين الا الدعم الاستهلاكي على حساب ايجاد الحلول الناجعة لمشاكل الشباب والوصول بهم الى إحداث التغيير، لا التغريب وكما نشاهده يومياً من انفلات وانزلاقات وانحراف في القيم التي خالفوا فيها ما تربّى عليه الآباء والآجداد ، فيما تغمض الحكومات أعينها وكأن شيئاً لم يحدث، فماذا وعسى انت فاعل؟