انتخابات نواب الأردن 2024 اقتصاديات أخبار الأردن جامعات دوليات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين أحزاب رياضة مقالات مختارة مقالات مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

وعد أبليس

مدار الساعة,مقالات
مدار الساعة ـ نشر في 2017/12/16 الساعة 19:20
حجم الخط

قبل 1435 عاماً من الآن، قام اليهودي (شاس بن قيس الابليسي) بتدبير الخصومة بين الأوس والخزرج في المدينة المنورة بعد دخولهم الإسلام ، نتيجة لحقده على تأليف قلوبهم على الإسلام حتى ثاروا إلى السلاح وكادوا يقتتلون لولا تدخل النبي صلى الله عليه وسلم بينهم.

السبب دسائس وكذب اليهود ومكرهم وكيدهم على مر الزمان بين الأمم والدول، وبقيت مستمرة لهذه الأيام التي كثرت فيها دسائس اليهود والمتصهينين معهم، وتنوعت مكائدهم لتمزيق صف الشعوب، وخاصة المسلمين في إثارة النعرات القبلية والطائفية بينهم حتى أصبحوا يقتتلون في كل مكان وعلى أتفه الأسباب (ليبقى سفك الدم وإضاعة المال وإغتصاب الأرض نقية عربية إسلامة دون خلط)، ومحاربة الأعداء بالدعاء والتضرع لله بإستحالة الإجابة.

وقد أنضم إلى ركب أباليس الدنيا الرئيس الأميركي ترمب بإعلان القدس عاصمة لاسرائيل بعد قرن من الزمان على إعلان زميله بلفور، كما تطابقت فكرة إنشاء وطن خاص ببني يهود قبل دخول العالم الألفية الثانية بقليل مع ذاك الأبليس بن قيس؛ عندما عقد أول أصول شر إبليس الدنيا (برتوكولات صهيون) المؤتمر الصهيوني الأول في بازل عام 1314هـ : 1897م).

(Balfour Declaration): كما جاء في إعلان بلفور المرسل من آرثر جيمس بلفور بتاريخ 2 نوفمبر 1917 إلى اللورد ليونيل وولتر دي روتشيلد) قبل شهر من احتلال الجيش البريطاني لفلسطين) بتأييد الحكومة البريطانية لإنشاء وطن قومي لهم في فلسطين. بوعد من لا يملك لمن لا يستحق، وذلك بناء على كذبة أرض بلا شعب لشعب بلا أرض، محققة أماني اليهود والصهيونية، والغرب النصراني بهذا الإعلان.

وبعكس ما ورد في قوله تعالى: " وَقَالُواْ لَن يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَن كَانَ هُوداً أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ" حيث أراد أن يرد على ادعاءات اليهود والنصارى الذين يحاولون أن يثيروا اليأس في قلوب المؤمنين بالكذب والإحباط علَهم ينصرفون عن الإسلام من خلال إظهارالتناقض بين أقوال اليهود والنصارى. وأسقطت الوعد الحقيقي الذي قطعتة على نفسها في مراسلات الشريف حسين-مكماهون. علماً بان كل لغات العالم، وعلى رأسها لغة أهل الجنة ولغة رب العرش العظيم (اللغة العربية) قد بينت للناس المعنى؛ فالإعلان: عبارة عن وسيلة اتصال غير شخصية مدفوعة الاجر, لتوضيح الجانب الايجابي لأي سلعة. وأما الوعد: فهو التزام باحترام عهد والتقيد به بأمانة. ولذلك فقد أجمع علماء اللغة أن ما قاله بلفور هو وصف سلعة ذات ريبة مؤكدة، وليس التزاماً بعهد لينَفذ. وبقي الصراع بين رسالتين رسالة الحق (رسالة الاسلام العالمية التي اعتنقها ربع سكان المعمورة) و(رسالة الباطل التي يقودها دولة بني صهيون التي عملت حكوماتها المسيطرة بالفساد على أصحاب القرار في هذه الدنيا).

وفي حالة العلم اليقيني الثابت؛ يخبرنا أعلم العلماء الله سبحانه وتعالى في القرأن العظيم: " ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا". فالخطاب في هذه الآية مُوجَّه لبني إسرائيل والتي تمثل نقطة تحوُّل وانقلاب للأوضاع،ذلك لأن بين الكَرَّة الأولى التي كانت للمسلمين في عهد رسول الله، وبين هذه الكَرَّة التي كانت لليهود وقتاً طويلاً؛إلى أن حدث إعلان بلفور، الذي أعطى لهم الحق في قيام دولتهم في فلسطين، وكانت الكَرَّة لهم علينا في عام 1967، أي: جعل الله لبني إسرائيل الغَلَبَة والقوة والنصر على المسلمين وسلّطهم عليهم. وفعلاً أمدّهم الله بالمال حتى أصبحوا أصحاب رأس المال في العالم كله، وأمدّهم بالبنين الذين يُعلِّمونهم ويُثقّفونهم على أعلى المستويات، وفي كل المجالات لقوله تعالى:" وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً".

ولكن هذا كله لا يعطيهم القدرة على أن تكون لهم كَرَّة على المسلمين، فهم في ذاتهم ضعفاء رغم ما في أيديهم من المال والبنين، ولا بُدًّ لهم من مساندة أنصارهم وأتباعهم من الدول الكبرى التي ساندت اليهود وصادمت المسلمين. وهذا واضح بقيام دولتهم ووطنهم القومي المزعوم في فلسطين، وهذا معنى قوله تعالى: * وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً * فالنفير مَنْ يستنفره الإنسان لينصره، ومازالت الكَرَّة لهم علينا، فانحلَّتْ الأمور الإيمانية في نفوس المسلمين، وانقسموا دُوَلاً، لكل منها جغرافياً، ولكل منها نظام حاكم ينتسب إلى الإسلام، مبتعدين عن منهج الله، حيث تراجعت كِفتهم وتحاكموا إلى قوانين وضعية، بشراء الأسلحة ليقثل بعضنا بعضا، ومحاربة الأعداء بالدعاء--- هيهات هيهات هيهات الأستجابة، فسلَّط عليهم عدوهم ليؤدّبهم، فأصبحتْ الغلبة لليهود؛ وسوف تظل إلى أنْ: نعود كما كُنَّا، عباداً لله مُسْتقيمين على منهجه، مُحكِّمين لكتابه، وهذا وَعْد من الله سيتحقّق إنْ شاء الله، على إعلانات ووعود بلفور وترمب ومن يأتي بعدهم إلى يوم الدين: يوم لاينفع به مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم وعلى منهجه..

مدار الساعة ـ نشر في 2017/12/16 الساعة 19:20