انتخابات نواب الأردن 2024 اقتصاديات أخبار الأردن جامعات دوليات وفيات برلمانيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات مقالات مختارة مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

.. إلى القمة الخليجية

مدار الساعة,مقالات
مدار الساعة ـ نشر في 2017/12/05 الساعة 12:17
حجم الخط

مدار الساعة - كتب عبدالحافظ الهروط - رغم غياب الوحدة وحضور التفرقة، حيث تسود المرحلة حالة التشظي العربي وبما لها من تداعيات وارتدادات، فإن العرب يتطلعون للقمة الخليجية التي تعقد اليوم في الشقيقة الكويت بعين مفتوحة على اتساعها.

يحدوهم الأمل والثقة بأن الأزمة التي يمرالاشقاء بها ما هي الا سحابة صيف، والا لما عُقدت هذه القمة وخسر الرهان كل من خاب ظنه بأنها لن تُعقد، في الوقت الذي أصر فيه أمير الكويت الشيخ جابر الأحمد الصباح على جمع الاشقاء لأن لقاءهم طوق نجاة لمنطقة ملتهبة، فالمتربصون كثر، وان من يشعل النيران لا ينتظر اطفاءها، بل يريد ان تظل قابلة للاشتعال.

نرد، ونقول هذا بعقل مفتوح، ونؤكد مثنى وثلاث ورباع بأننا نتطلع بأمل، وبعين مفتوحة على اتساعها، وليس بعاطفة سبق وان اخذتنا مشاعرنا وعواطفنا واحلامنا وتمنياتنا الى واقع غير الذي نحن فيه الآن، بعد ان حوّلنا نزاعاتنا مع أعدائنا الى خلافات ونزاعات بيننا، فخسرنا كل معاركنا، حتى صار وجودنا كأمة في الظل، في حين ينعم العالم برفاه وتقدم وتشرق عليه شمس لا تغيب.

صحيح ان قدر هذه الأمة ان تظل مستهدفة، تتداعى عليها الأمم كما تتداعى الأكلة الى قصعتها في كل حين، ولكنها امة تمرض ولا تموت، تسمو على الجرح وان ظل ينزف الى ان يبرأ، وتصبر على ظلم ذوي القربي بينها.. تصمت على طعنة نجلاء، حتى لا تكون الطعنة قاتلة جامعة.

نتطلع بأمل كبيرالى قمة الخليج وهي قمة العرب، شئنا أم أبينا، وان تفرقت بنا السبل، فلا شقيق يزور هذا المنزل في هذه المنطقة ولا جار يطل على هذه الدار التي تشتت شملها،حتى صارت الشعوب غرباء في اوطانها .. من المستفيد؟!

الأشقاء الخليجيون آخر من تبّقى من الأمة في مجلس يجمعهم، وهو مجلس التعاون الخليجي، وخروجهم من قمتهم بوضع مصالح شعوبهم ومصالح شعوب الأمة، يعيد الحياة ليأخذ العرب دورهم فيأخذوا زمام المبادرة وبما يعيد لهم هيبتهم ويعيد استقرار المنطقة، لأن نجاح هذه القمة وبكل ما يعني النجاح من معنى، سيكون فاتحة خير لتضميد الجرح النازف وتجبير العظم الذي كًسر سواء بأخطاء سياساتنا او استعاناتنا بأعدائنا وأصدقائنا الذين لا همّ لهم الا تفريق الأمة ونهب ثرواتها.

واذا كان الحاضر المؤلم، خير شاهد على ما نحن عليه وما نحن فيه، فإن التاريخ النقي الذي افاقت عليه أمة رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وما يجمعنا في ديننا الحنيف وكل الديانات السماوية ولغة ودم وعرق واعراف وعادات وتقاليد وقربى كفيل بأن يشفع للشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح واشقائه القادة والمسؤولين الخليجيين بطي هذه الصفحة وهي صفحة نحسبها عابرة، اذ يعلم هؤلاء القادة ومعهم انظمة الحكم العربية، كم جرّت النزاعات والحروب من ويلات ودمار للشعوب ومقدرات الأمة وضياع خيراتها وتأخر تنميتها، مثلما اطاحت برؤوس حكام، والشواهد كثيرة وحاضرة وبالتالي ،كانت النتيجة هزيمة تلد هزيمة، وليس هناك من منتصر،سوى الذين لا يريدون خيراً للبلاد والعباد.

وأخيراً، تجارب كثيرة مرت ولم تزل، عانت الشعوب العربية، آثارها، ودفعت مع بلدانها الثمن الباهض، فهل ادركت الأنظمة في سياساتها الى أين هي سائرة بشعوبها وأوطانها؟

سؤال نتركه للمؤتمرين في هذه القمة وللمؤتمنين على حاضر ومستقبل شعوبهم وأمن واستقرار وتنمية بلدانهم؟

مدار الساعة ـ نشر في 2017/12/05 الساعة 12:17