أخبار الأردن اقتصاديات دوليات مغاربيات خليجيات برلمانيات جامعات وفيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات أسرار ومجالس مقالات مختارة تبليغات قضائية مناسبات مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

تمييع الهوية الأردنية

مدار الساعة,مقالات,الضفة الغربية
مدار الساعة ـ
حجم الخط

إن المتابع للتسويات التي تحصل في سوريا من إعادة تسويق للنظام الدموي، وتفريغ دمشق واريافها من المكون السُّني، مع توعد اللاجئين السوريين في دول الجوار بالويل والقتل اذا ما قرروا العودة يرى أن هناك مخططاً او اتفاقاً على خلق واقع جديد في سوريا و الشرق الأوسط يقوم على القبول بإيران كقوة إقليمية في المنطقة، وتكريس مقولة الوطن البديل ليس فقط للفلسطينيين، ولكن للاجئين السوريين ايضا.

وما يهمنا في هذا المقام هو توطين السوريين في الأردن مع تكريس مقولة الوطن البديل، فالاردن يعاني من مديونية كبيرة تزيد على الأربعين ملياراً، والشعب الأردني يكافح من اجل لقمة العيش والتي وجد من ينافسه عليها ويعمل على إقصائه خاصة في الاعمال الحرة كأعمال البناء والخدمات، ولقد بدأت تباشير هذا التوطين من خلال إعطاء السوريين هويات وأرقام وطنية (وإن سموها شيء آخر) وايضاً من خلال السماح للمحامين السوريين بالترافع امام المحاكم الأردنية وغيرها الكثير من الاجرآت التي تهدف الى تهيئة الشعب الأردني الى ذلك القرار الذي نعتقد انه صدر على خجل ولكنه سيكون واقعاً في المستقبل القريب.

إن هناك من يريد إحداث تغيير ديموغرافي في الأردن ليس فقط لأرضاء القوى العظمى في المنطقة، ولكن أيضا لأحداث التغيير المنشود لغربلة الشعب الاردني من خلال توطين اكثر من مليون ونصف المليون سوري حيث بدأت وسائل الاعلام المحلية الموجهه بالإشارة آلى حجم المصاهرة بين الأردنيين والسوريين، وتسويق فكرة التقارب بين العادات والتقاليد بين الشعب الأردني والسوري، ولربما الهدف الاسمى هو جعل الشرق اردنيين أقلية (كالهنود الحمر) لاحكام السيطرة على الدولة الأردنية لفرض الوطن البديل بحيث يتم ترانسفير ما تبقى في الضفة الغربية الى الأردن، مع إعطاء غزة حكماً ذاتياً.

ولقد تجلى هذا التعاطي مع الشعب الأردني من خلال السماح لأحد النواب بالتحدث علناً في ندوة عن كون الفلسطينيين يعانون من الاضطهاد في الأردن وأن حقوقهم منقوصة، ولعنة الله على من يفتح باب الفتنة.

الفلسطينيون والسوريون إخواننا لهم ما لنا وعليهم ما علينا، ولكننا لا نريد ان تضيع بلادهم وبلداتهم وقراهم من اجل إرضاء بني صهيون او العلويين او الصفويين. فالامر جد خطير، ونحتاج الى صحوة لدحر مشاريع ومخططات تفريغ المكون السني من سوريا، ومنع تفريغ الضفة الغربية لتسوية قضية فلسطين على حساب الأردن والاردنيين.

حمى الله الأردن من كل مكروه

كاتب أردني مقيم في استراليا

مدار الساعة ـ