منال أحمد الحسبان
في صباح يوم العيد الذي يملؤه روح غربة عند الطلاب الاردنيين المغتربين
يا لها من حقيقة مؤلمة عندما لا نرى وزارة الخارجية الاردنية ممثلة بالسفارة والقنصلية ... تقف جنباً بجنب مع طلابنا وابنائنا الأردنيين وتساندهم وتقف معهم موقف الاهل لترسيخ قيمة وطن يستحق منا الكثير...
فكيف لوزارة الخارجية الفلسطينية التي يلتهمها سرطان الاحتلال ...وهي في أوج المها. ....ويأسها.. إن تفكر بأبنائها، وتذهب إليهم حاملة مستلزمات العيد من اضحية وحلويات وتقوم بدور الاهل...
كيف استطاعت وزارة الخارجية في اليمن التي تكابد الامرين أن تصل إلى أبنائها.. وتعيش معهم لحظات العيد بالتكبير والتهليل وذبح الأضاحي في سكن الإقامة في دولة الجزائر
كيف لهم في خضم ظروفهم القاسية أن يبعدوا شبح الغربة وقساوة الوحدة عن فلذات اكبادهم..
أين قلوبنا نحن إذن .....وأين عقولنا بل أين ذلك الانتماء والحب للوطن فينا ....
لطالما علمت أبنائي. ...وزرعت فيهم. ....إن الوطن ليس مجرد جدران وارض وسماء......إن الوطن يا سادة قلوب تمشي على الأرض. .. تخاف أن تطأ على أرضها كي لا تؤذي نبتة فيها
فهل سيؤثر على وزارة الخارجية الأردنية....إن ترسل مندوباً للمبتعثين للدراسة في دولة الجزائر والتي لا يتجاوز عددهم عشرة طلاب ....وهو يحمل اضحية لا تتجاوز ال 70 دولاراً أو يحملون خبز العيد ليذكروا الطلاب برائحة امهاتهم...
وطننا يحتاج قلوباً يا سادة ... وطننا يحتاج إلى عقول تفكر ببناء أمة ....لن ولم تبحث بيوم عن وطن بديل...
للأسف الشديد مازالت القلوب رضيعة تتمركز حول حصولها فقط على الطعام والشراب.. وما زالت المناصب حباً بالشهرة وحصولاً على المال.. واحتفاظاً بكرسي لن يدوم مهما طال العمر.....
إنه أمر خطير ....إن يشعر اولئك الشباب بالنقص اتجاه وطنهم
أمر خطير أن يحتفلوا بالعيد مع بلاد ليست بلادهم ....أمر خطير ...أن يشعروا بالانتماء لبلاد قدمت الكثير لأبنائها، في حين أن بلادهم لم تتذكرهم حتى بكلمة كل عام وانتم بخير ...
يا سيدي يا جلالة الملك. ....
إنني والله أشعر بالغيرة على وطني وأهل بلدي .....وانني والله استجد قلبك الكبير الذي تعلمنا منه الإنتماء مهما كانت الظروف صعبة ....لكننا الآن في أرضنا ....يخفف علينا رائحة ترابنا. ...ووجود الاهل والخلان حولنا .....
أما الشباب في الغربة ....ماذا يؤثر عليهم سوى المواقف يا سيدي .. . ؟؟؟؟؟
قد يخرج منهم يوما صانع قرار.. وزير.. قاضي.. معلم ... يعلم الأجيال كيفية الانتماء للوطن
وانتم من قلتم أنكم تريدون معلما قدوة
فكيف يا سيدي فاقد الشيء يعطيه. ....؟؟؟؟؟
هنا يا سيدي أقف وقفة اجلال لمن نزل من سيارته ليكون مع الجموع في يوم شتائي كئيب
ليساعد أبناء شعبه في إنقاذ سيارة أحد المواطنين من الغرق
موقف لا ينسى من الملك ابن الملوك.....
لم يكن موقفاً فحسب..
كنت وقتها الصديق الذي ساعد صديقه.
والأب الذي انقذ ممتلكات ابنه
والأخ الذي ثار لمصيبة أخيه
أثق يا سيدي
انك توزع المهام بكل حذر.. وأنك تسلم المسؤوليات لمستحقيها..
لكن لما لم يقتدوا بك؟؟؟
لما لا يكون لهم قلب كقلبك؟؟؟؟؟. ....
وروح كروحك؟؟؟؟
لما لا يكون لهم يد كيدك. ...تمتد لتساعد دون مقابل. ....
أقسم لك يا سيدي
أن كل الاعياد مرت علينا دون وجود والدنا الذي يخدم هذا الوطن بكل ما أوتي من قوة .....
تاركا اطفالاً تتباهى بملابس العيد وتنتظر عيدية الاب الحنون
وبعد مرور السنين.. كبر الأطفال وأصبحوا شباباً.. زرع بداخلهم بأن البيت الأول هو الوطن ......
كم حزنت وانا( ام ثامر )
ذلك الطالب المغترب الذي ترك بيته ووطنه رغم تفوقه ....باحثا عن تحقيق حلمه في بلاد الغربة .....
حينما سألني. .....أمي أين سفيرنا في الجزائر؟؟؟؟
أين القنصلية الأردنية؟؟
.لما لا يقفون معنا كالآخرين !!
احزنني سؤاله. ...لأنه ابن التاسعة عشرة عاما.. وكان هذا أول رأي له بالحكومة الأردنية .....والذي حين سافر إلى الجزائر .....
لم يجد شئ أكبر قيمة من الشماغ الأردني المطرز بالعلم الأردني ليقدمه لاصدقائه المغتربين. ... ليبقى حتى بعد عشرات السنين .. ينادونه بالاردني .....ليس بثامر .....
فإلى متى يضل الأردني بشعر بالنقص. ...اتجاه بلد لم تعطيه إلا الخير والحب والسلام ....
ولن أكون جاحدة وانسى أو اتناسى فضل دولة الجزائر التي أرسلت حصة من الأضاحي لكل طالب .....
فجزاها الله خيرا لانها قامت بدور سفارتنا الحكيمة! !!!
سيدي جلالة الملك..
من لنا سوى بعضنا ...