انتخابات نواب الأردن 2024 أخبار الأردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات أحزاب رياضة وظائف للأردنيين مقالات مقالات مختارة مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

ذوقان عبيدات يكتب لـ مدار الساعة: تهميش الشباب وطاحونة الشكلية

مدار الساعة,مقالات
مدار الساعة ـ نشر في 2017/07/12 الساعة 12:56
حجم الخط

مدار الساعة - كتب: ذوقان عبيدات - منذ مطلع الستينات من القرن الماضي بدأت الدولة تفكر في الشباب بشكل مؤسسي فأنشأت مؤسسة رعاية الشباب في منتصف الستينات ثم تطور الأمر الى وزارة فمجلس فوزارة وهكذا حتى الآن.

وعبر هذا التاريخ لم يقترب رئيس او وزير من قضية شبابية واحدة، وعلى العكس تماماً حاول مسؤولون عديدون ان يفرضوا مشكلاتهم على الشباب فحدثوهم بما لا يرتبط بحاجاتهم وزودوهم بكتيبات لا صلة لها بهم وفتحوا مراكز شباب كانت ارستقراطية النشأة ثم مدناً رياضية خمسة نجوم ولا صلة لها بالشباب ولا بمشكلاتهم ، بل واجتهدت الدولة ان لا تقدم لهم مسؤولاً يهتم بهم وبدلاً من التحدث مع الشباب تحدث المسؤولون عن الشباب، وبدلاً من الاستماع لهم صاروا يحدثونهم، وبدلاً من الذهاب الى الشباب صاروا يطلبون من الشباب ان يتجمعوا في ظلالهم .

مؤسسات الشباب عبر عصورها وضعت تقليداً للعمل هو ارضاء المسؤولين لإرضاء الشباب، فلو عددنا برقيات الاحتفال وتهنئة كبار مسؤولي الدولة لوجدنا انها احتلت قسماً مهماً موازنات الوزارة او المجلس ، فالبرقية الى المسؤول الأول او الثاني موجهة الى أعلى لا الى الشباب .

لقد برعت مؤسسات الشباب في صياغة البرقيات وعملت نماذج محددة لأعياد الوطن واعياد المسؤولين ونماذج للتهنئة بانتصارات رياضية كانت معظمها غير حقيقية خاصة قبل الثورة والتواصل الاعلامي فليس بمقدور اي اتحاد الآن الادعاء بالحصول على ميدالية او انتصار لأن سرعة انتشار الأخبار حرمتهم من هذا المجال فنظموا صفوفهم حول برقيات الاحتفالات فأقاموا مسابقات ومباريات لا من اجل الرياضة بل من اجل صاحب الاحتفال.

اذن توسعت المؤسسة الشبابية واقامت مراكز ومعسكرات ودعمت اندية ولم يلحظ المجتمع ان تخرّج من هذه المراكز والمعسكرات قائد شبابي او لاعب او كاتب او فنان او حتى ادارة ولم يتغير محتوى الأنشطة في المعسكرات والمراكز الى انشطة حقيقية فبقي شبابنا يدهنون الرصيف ويجمعون اكياس البلاستيك دون كلل او ملل ودون قيمة عمل.

بل وحين وجد من يطلب منهم تغيير نشاطاتهم الى موسيقى ولغات اجنبية وتكنولوجيا المعلومات واعداد قيادات واعدة تنافحوا شرفاً بأنهم يلبسون "الخاكي" شرفة الأمة.

ما يثير الاستغراب فعلاً كيف ان بعضنا يعتقد انّا قطعنا شوطاً شبابياً مذهلاً ، هذا ما قرأته حين ثمّن وفدهم فتوحات مؤسسات الشباب دون معرفة، هذه الصورة ليست قاتمة تماماً فقد مرت ظروف قامت فيها الوزارة بوضع استراتيجية شباب وبنهج بناء الشباب تحت شعار نعلّم الشباب ما لم تعلمّه المدرسة او الجامعة.

هذا الشعار الذي سخر منه المسؤول الأول الذي قرر اغلاق ثلاثمائة ناد في القرى لعدم وجود نشاط رياضي كان يمكن للقرار ان ينّفذ لولا وجود رجل الصدفة في الوقت.

لا تهمة لأحد بل هناك من حاول احداث التغيير ولكن طاحونة الشكلية اقوى من الجميع.

* أمين عام سابق

مدار الساعة ـ نشر في 2017/07/12 الساعة 12:56