بقلم المحامي معاذ ابو دلو
في زمننا هذا لا توجد دولة عربية مستقرة فلو نظرت يمينا ويسارا على دول عرب آسيا وعرب أفريقيا، سوف تجد أنها تعاني من عدة صعوبات تواجه جميع الدول العربية سواء اقتصادية أو سياسية أو جيوسياسية أو جميع ما ذكر.
نأسف لهذا الواقع، ويزداد أسفنا عند حدوث صراع عربي عربي، فالواقع لا يتحمل فالنسبة الأكبر من العرب وأقصد هنا شعبياً ورسمياً، وضعت يدها على قلبها وخاصة بالآونة الاخيرة مع ازدياد حالة التوتر بشكل غير مسبوق ما بين المغرب والجزائر عند مقتل ثلاثة جزائريين زعمت الجزائر أن المغرب من قصفهم على الحدود، لا شك أن هذا الصراع والمناوشات بدأت منذ زمن حيث اشتبك البلدان العام 1963 عسكريا، وبعدها استمرت هذه المناوشات لغاية تاريخنا الحاضر، والتي اسفرت عن علاقة باردة ادت الى اغلاق الحدود منذ ما يقارب الثلاثين عاما وآخرها إغلاق المجال الجوي وعدم تجديد خط الغاز وغيرها من احداث تقع على حدود البلدين حتى وصلنا الى قطع العلاقات التي اعلنت عنه الجزائر.
إن هذه الحالة من التوتر والبرود والاستفزاز وجمود العلاقات وقطعها، الذي امتد لعقود من الزمن وحالة حرب التصريحات غير المريحة والتي لا يرغب أي عربي بأن تتحول هذه الافعال الى نقطة انزلاق ومواجهة، لها أسبابها التي تكمن في اختلاف بعض المواقف السياسية العربية والمناوشات الحدودية والمزاعم التوسعية لكل دولة وعدم احترامها للقانون الدولي، وأهم هذه الاسباب والذي يعد السبب الرئيسي هو الصحراء الغربية، تلك المساحة الجغرافية ذات الـ226 ألف كيلو متر التي يقطنها 500 ألف نسمة والتي يحدها من الشمال المغرب والجنوب موريتانيا والجزء اليسير من الشرق الجزائر، والتي يرى المغرب أن الصحراء الغربية جزء لا يتجزأ من أرضه والذي يسيطر على ما يقرب من 80 في المائة من مساحتها، إلا أن الجزائر تدعم جبهة البوليساريو التي تسعى إلى استقلال الصحراء الغربية، وقامت بالإعلان على انها سوف تقوم بترسيم الحدود البرية مع هذه الجبهة بشكل مباشر، مما يشكل حالة استفزاز صريحة للمغرب التي تعتبر جبهة البوليساريو جبهة انفصالية.
يجب على السياسيين في البلدين عدم تأزيم الموقف ومحاولة رأب الصدع حيث يتمتع كلا الشعبين بروابط أسرية واجتماعية وتاريخية طويلة، ونحن كعرب لدينا ملفات كبيرة واحداث ونزاعات اتعبتنا، وتصعب إضافة أي صراعات وملفات جديدة تزيد من حالة الوهن والضعف والتفرق بيننا.