ها هو ميناء الحاويات في العقبة يطلق شارة البدء لأزمة ليس هذا وقتها ولا هي مبررة.
مع ارتفاع أجور الشحن وانسحاب ذلك على تكلفة السلع وخصوصا الغذائية يقرر ميناء الحاويات في العقبة ابتكار رسوم جديدة تحت مبرر عدم قدرته على التنبؤ بمواعيد وصول البواخر فيبتكر تقليعة جديدة وهي الاصطفاف خارج نوافذ الاصطفاف بمعنى وقت أطول للانتظار حتى تفريغ الحمولة ما سيرتب آلاف الدولارات رسوما إضافية لن تقبل بها وكالات الملاحة التي تعرف إدارة الميناء أن مواعيد بواخرها معروفة ومحددة سلفا وصولا ومغادرة.
تعرف إدارة ميناء الحاويات أن سلاسل التزويد والتوريد على المستوى العالمي في حالة اضطراب فلماذا تقرر زيادة هذه المشكلة ورفع وتيرة الاضطراب.
ليس من مصلحة الميناء منح موانئ اخرى قدرة تنافسية أعلى سعرا ووقتا وكفاءة وتعرف ادارة ميناء الحاويات أن تكلفة الاصطفاف والانتظار مرتفعة وأن هذه التكلفة أما أنها تنعكس على الأسعار التي سيحملها المورد للسلعة، وأن هذه البواخر ستفرغ حمولاتها في موانئ قريبة وتعالوا أيها الموردون لنقلها بالشاحنات وهذه أيضا تكاليف إضافية لا مبرر لها ولا فائدة سوى زيادة تنافسية وجاذبية الموانئ الاخرى على حساب ميناء العقبة.
ليس هذا حلا لتراجع إيرادات الميناء ففي تقليل الخيارات كان يتعين على ادارة الميناء رفع الجاهزية وزيادة الكفاء ووقف ما يسمى بالعمل عند الطلب لتحاشي نشوب مشاكل عمالية كانت وما زالن على شفير الحدوث.
الحلول هي في زيادة التنافسية والجاذبية وليس في خلق عوامل طاردة لخطوط الملاحة التي ستتجنب القدوم الى العقبة لارتفاع التكاليف وستفضل موانئ مجاورة لا تفرض مثل هذه الحلول المبتكرة.
هناك أزمة إمدادات وهناك أزمة غذاء تلوح في الأفق فلماذا نزيدها سوءا في ظل ظروف اقتصادية صعبة اصلا تحتاج إلى تخفيض الكلف وبالتالي الأسعار والاعباء على التجار وعلى المستهلك في نهاية المطاف.
هذه خطوات غير مفهومة لكن الوصف الأمثل لها هو كمن يطلق النار على قدمه ليجني زيادة في الإيرادات.
qadmaniisam@yahoo.com
الرأي