كنا في أردننا العزيز من أفضل البلدان في منطقتنا وإقليمنا وربما عالمياً إذا ما قارنا بلدنا مع غيرها من دول العالم كنسبة وتناسب من حيث عدد السكان والمساحة والإمكانات الطبيعية المتاحة.
لقد عشنا عدداً من السنوات في حياة رغيدة وسعيدة وفيها الطمأنينة والأمن والأمان والسكينة والمحبة بين أفراد وعائلات وعشائر وقبائل المجتمع. وعهدنا رجالات تولوا المسؤوليات ونصب أعينهم مخافة الله ومصلحة القيادة والوطن والشعب أمثال حسن خالد باشا أبو الهدى (أول رئيس نظار على زمن الإمارة)، ودولة توفيق باشا أبوالهدى (الذي شكل إثنتي عشرة وزارة وكتب الدستور الأردني لعام 1952 ووقع عليه جلالة الملك طلال بن الحسين رحمه الله وأول رئيس مجلس أعيان في أردننا العزيز وتولى رئاسة الوزارة خلال فترة جلالة الملك عبد الله الأول المؤسس وجلالة الملك طلال بن الحسين بن علي وجلالة الملك الحسين بن طلال رحمهم الله جميعاً).
وعاش أردننا الحياة الآمنه والرغيدة والسعيدة والعدل والمساواة على زمن دولة وصفي مصطفى التل ودولة حابس المجالي رحمهما الله. وبالفعل كانت قيادتنا في الأردن وشعبنا الأبي ينظر له من قبل من حولنا بأعين حاسدة وحيكت لنا المكائد والمؤامرات العديدة ولكن بحمد الله وعنايته تعدى أردننا المفدى بحنكة القيادة الهاشمية وإخلاص ووفاء المسؤولين ووعي وإدراك الشعب تلك العقبات وإستمر في التقدم والإزدهار ورفعت راية أردننا عالياً في المحافل الوطنية والإقليمية والدولية. نعم، لقد مرَّ أردننا منذ عقود في حروب عديدة وأحداث مؤسفة منها الربيع الأخضر وهجرات إليه من الدول المجاورة وغيرها مما أدى إلى تراكم ظروف إقتصادية وإجتماعية وسياسية صعبة جداً عليه وبشكل تصاعدي. تلك الظروف الصعبة جداً والمتعاقبة والتي عصفت في الأردن كبقية الدول في العالم أدت إلى عجوزات في ميزانيات الحكومات المتعاقبة وإلى تراكم ديون وفوائد البنك الدولي ولعدة سنوات متعاقبة (لا نريد مناقشة أسبابها لأننا لسنا محللين إقتصاديين أو ماليين ولا نملك الوثائق التي تدعم مناقشاتنا). وضاق الحال على المواطنين بشكل تصاعدي لفرض ضرائب جديدة وزيادة الضرائب الموجودة لمحاولة السيطرة على المديونية أو تطبيق ما يمليه علينا صندوق النقد الدولي من سياسات إقتصادية نفرضها على الشعب بسبب القروض وفوائدها المركبة التراكمية.
وألغي الدعم عن بعض المواد الغذائية وغيرها مما أدى إلى إزدياد أسعار المواد الأساسية وحتى يومنا الحالي. لقد كان مخططاً لأردننا أن يحدث فيه ما حدث في بقية الدول المحيطة، ولكن بحمد الله وعنايته ومن ثم بحنكة القيادة الهاشمية والعلاقات المتميزة وطنياً وإقليمياً ودولياً إستطاع جلالة الملك عبد الله الثاني المعظم ربان سفينة الأردن أن يبحر بها إلى شط الأمان. ولم يمر أردننا العزيز بما مرت به بعض الدول المحيطة وغيرها في الوطن العربي مثل العراق وسوريا وليبيا وتونس ومصر وغيرها من دمار وأحداث دموية وإحتلال وتشريد لشعوبها ... إلخ، ولكن إستمر ضيق الحال وهو شَرٌ لا بد منه. ولكن ما نسمعه الآن من بعض الأشخاص أعداء القيادة والشعب والوطن، من داخل الوطن ( الذين يضعون السم بالدسم ومعروف أسلوبهم) وخارجه سواء أكانوا أردنيين ممن خانوا قيادتهم ووطنهم وشعبهم أو متجنسين أو غيرهم من تشويه لسياسة القيادة الأردنية وبث روح التفرقة العنصرية والفئوية و ... و... إلخ. فنقول لهم: أنتم مكشوفون للناس أجمعين وبيوتكم كبيوت العناكب وكل واحد منكم ملفه مليء بكل أحداث حياته وليس لديكم حلول لما يمر به الوطن من صعاب كغيره من الدول. وبدلاً من أن تكون أبواقكم تتحدث عن الصعاب التي تمر بها القيادة والوطن وتوضيحها للعالم لحشد الدعم والمساعدات للخروج مما نحن فيه، تحاربون قيادتكم ووطنكم وشعبكم، حسبنا الله ونعم الوكيل فيكم أجمعين، وإن كان هناك ظالمون فما عليكم، فالله وكيل بهم (ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك عليها من دابة ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون (النحل: 61)). يقول تعالى في كتابه العزيز (هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَان (الرحمن: 60)) والذي يشرب من بئر لا يلقي فيها حجراً. ولكن أنتم الخاسرون لأننا نحن نراهن على وعي وإدراك أفراد شعبنا وعلى إيمانهم القوي بالله وبما جاء في كتابه العزيز لأن أهلنا في الأردن يؤثرون على أنفسهم الصبر الصبر ... الصبر حتى يأتي الفرج من الله. وقد أعطى الله أولوية للصبر عن الصلاة في جميع الأيات التي جمعت الصبر والصلاة فيها (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (البقرة: 45 و 153)).