مدار الساعة - كتب: المحامي عبد الكريم الكيلاني
بها يودع الاهل احباءهم ، و فيها يعزي بعضهم بعضا ، تحّدُ مقبرتها من جهة الشمال قبور شيوخ البلقاء ، ومن جهة الجنوب ، ضريح ومقام الشيخ نعمة الوليّ الذي اقام في البلدة و استعاض بقداستها عن عاصمة الخلافة الاستانة آنذاك ، فمقام هذه البلدة مقام الانبياء و الاولياء والشهداء وحسن اولئك رفيقا .
ويربض على تلتها الشيخ ( ابو العبد) طويل العمر ومن لايعرفه !!؟؟
عندما سُئل امس ، عن موقف عشائر السلط من
المصاب الأليم ، اجاب الحكيم ( الاردن كله عشيرة واحدة في هذا المصاب وكفى )
اجل في الاردن عشيرة اردنية واحدة ،
الاردن يشهد نظاما جديدا في المساءلة ، لان المسؤلية تكليف و تشريف ، ومن اراد ان يتقلد الموقع العام من واجباته قبول المساءلة باشد عقوباتها و اغلظها.
التسبب بالوفاة نتيجة الاهمال و قلة الاحتراز ، والرعونة ، وعدم اتخاذ التدابير ، قد تكون واحدة
من اسباب مباشرة و أُخرى غير مباشرة ، فالتحقيقات التي تجري في الدولة على عدة مستويات ،الملك امر مدير الخدمات الطبية الطبيب العسكري الاحترافي ، بتقديم تقرير تفصيلي لما حصل ، بما يعني ان المساءلة ستكون على اوسع نطاق ، و ستطال كل من له يد في هذه الجريمة .
الحكومة بالتاكيد لن تقف مكتوفة الايدي والفرق الطبية و القانونية و الادارية ستعمل مجتمعة على سد الثغرات ، وتحمل المسؤليات بكل تبعاتها ، وننتظر ، برنامجا عمليا للمواساة ، للايتام و الارامل و الثكلى .
جسم الدولة بكل مؤسساتها مطالب بهبة النشامى فالاهالي المكلومين لفقد احبتهم ، لن يعوضهم بهذا الفقد شيء من عرض الدنيا ، و لكن الاردن كله هو السلط الباكية ، الاردن كله ارتدى لثامه الاحمر ،
وهو يودع شهدائه.
سنخرج من هذا المصاب ، كما تعودنا مجتمعا اشد صلابة ، فكل مواطن على ثغرة السلط ولن يؤتي الاردن من قبل الرابضين على الثغور بشمالها وجنوبها وشرقها وغربها .
حمى الله الاردن .