د.سامي علي العموش
لم يكن بودي أن أكتب في هذا الموضوع، وفي سجال بين أصحاب المصالح من يكتوب لهذا أو لذاك ولكن لنرتقي بأنفسنا عن الأفق الضيق ونشكل رؤيا لما هو قادم، وحيث بدأ يظهر في بعض الصالونات السياسية بأن هناك بعداً شخصياً في إقالة وزير العدل وأنا عندما أستمع أستهجن، لأنه بكل بساطة الرئيس هو الرئيس، ونحن نعلم بأن مدى الرئاسة لكائن من يكون لا يتعدى تعديلين وزاريين إلى ثالث إن أمكن، ونحن نعرف عمر الحكومات في الأردن فعلى ماذا ينافس رئيس وزراء هو بواقع الحال رئيس، فالأصل أن تأتي المنافسة من الطامح لا من صاحب الولاية العامة والرئيس ليس لديه طموح أكثر مما وصل إليه فعلى ماذا يخاف فما يريده حققه، لكنه أراد أن يوصل رسالة بأنه صاحب ولاية عامة وصانع قرار وبالفعل هو كذلك بالرغم أنني لا أعرف هذا الرجل ولم أجلس معه ولكن من يتابع ويكون منصف ويسمي الأشياء بأسماءها لا زيادة ولا نقصان يقول بأنه صاحب قرار، إلا أننا لم نعهد في عهد الحكومات السابقة الجرأه والقدرة على صنع القرار كما رأينا، من هنا بدأت التسريبات تظهر بأن هناك بعد شخصي وهنا أقول أليس لصاحب الولاية العامة أن يمارس سلطاته ومسؤولياته بما يخدم المرحلة وإن كانت هناك ملاحظة فهو لم يحاسب العامة ولكن هو عمل على شطف الدرج من الأعلى إلى الأسفل وهذا يسجل له لا يسجل عليه وهي مؤشر بأن صاحب القرار لديه القدرة على الحزم والجزم في صناعة قراره ونقول له بوركت لا تنظر إلى الوراء ولكن أنظر إلى ما هو قادم ونحن نعلم بأن من يتصدر الوظيفة العامة لابد أن يكون هناك رأي ورأي آخر (فإذا عزمت فتوكل على الله) وقد تكلمت في مقال سابق بأن هذا الرجل تتدفق به دماء أصيلة من عمق كان وما زال متنفساً للأردنيين فهذا العزم يعيد بنا الذاكرة إلى تاريخ نعزه ونقدره ولازال مضرب الأردنيين في النظافة والاستقامة والرجولة والقرار والتضحية.
كم أعادتني الذاكرة إلى أشخاص صنعوا تاريخاً وتركوا بصمات في حياة الأردن والأردنيين عندما نرى شخص بهذا الحجم يتخذ قراراً ويعلن عنه بشفافيه لأن الأصل الالتزام بالسياسة العامة للدولة والحكومة والأوامر التي تصدر فالأولى من يلتزم بها هم من يصنعون السياسة العامة للدولة ولكن هناك أشخاص كثر يغردون خارج السرب وكأنهم هم من يضعون العصي في الدواليب ليفشلوا السياسة العامة وتبقى الحكومة تائهه ما بين أعضاءها الكل يكيل بمكياله نعم أقولها على الرئيس مراجعة هذا الملف وغيره والخروج بفريق يساعد ويقدم المأمول منه وفق توجيهات سيد البلاد وإن ما حدث سيعيد كثير من الدواليب إلى أماكنها الصحيحة وفق سكتها المرسومة إن لم يكن سلوكاً أخلاقياً أو خوفاً من العقوبة، ولنا في التجربة عبرة.