بقلم : سلطان عبد الكريم الخلايلة
حتى وإن عاد رئيس مجلس النواب عبدالمنعم العودات عن "تشييك" منصة الصحافيين بالخشب وهي عودة إيجابية، تبقى المُعضلة باللجان، وهي مُعضلة لا يعرف تفاصيلها إلّا القليل من المختصين، ونجد من خلال متابعاتنا عن قُرب بأنَّ اللجان النيابية خلال اجتماعاتها حوّلت الصحافيين إلى سعاة بريد، يتم إعطائهم في آخر كل اجتماع من اجتماعات اللجان تصريحاً صحافياً مكتوب يتم إرساله بعنوان ومتن جاهزين.
وما يجري هو أن اللجنة النيابية تسمح للصحافي المُصوِّر فقط بأن يقوم بالتقاط الصور عند أول الاجتماع ثم يُطلب منه المغادرة، في حين حتى هذا الإجراء غير المُفيد ممنوع عند لجنة المالية النيابية، وهنا ما على الصحافي في القطاع النيابي إلا أن يعيد ارسال ما ورده إلى صحيفته.
في الحقيقة نجد بأن هذا الإجراء النيابي أفقد روح العمل الصحافي، وهي على أية حال إجراءات باتت تعتمدها معظم المؤسسات الرسمية وبعض القطاع الخاص، وما يجري هو تسييج افتراضي للعمل الصحافي بعقلية أطاحت بجوهره لا وبل أهانته، ولأن البعض يعجبه هذا الإجراء فيكتفي بعمله الصحافي على إعادة تحويل الخبر لمؤسسته الصحافية دون أدنى جُهد منه.
لقد قُلنا سابقاً أنَّ العمل الصحافي الأُردني بات في خطر، فإلى متى سيبقى كذلك؟ وفي الاستفسارات أيضاً نستفسر ونتساءل: من ماذا يخاف القوم حتى يتدرعوا بكل هذه السريّة في اجتماعاتهم؟ وأليس من واجب السلطة الرابعة أن تصنع فعلها الخاص، وهو في النهاية ما يحفز العمل ومزيد من الانتاج، ونقولها مراراً وتكراراً بأننا بحاجة للانفتاح أكثر حتى نعيد ثقة الشعب بمؤسسات الوطن وأولها المؤسسة البرلمانية التي يجب أن تنتهج نهج المصارحة والمكاشفة وأن لا تكون موضع تساؤل في أي نقاش تقوده في قاعات البرلمان المغلقة.