انتخابات نواب الأردن 2024 أخبار الأردن اقتصاديات جامعات دوليات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين أحزاب رياضة مقالات مقالات مختارة مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

ملكاوي يكتب: عالمًا فقدته الأمة.. المرحوم الدكتور نوح القضاة

مدار الساعة,مقالات
مدار الساعة ـ نشر في 2020/12/20 الساعة 22:08
حجم الخط

مدار الساعة - كتب: حسان عمر ملكاوي

من أعظم مصائب الأمة هو رحيل علماء أجلاء أمثالك فهم منارات هدى في عالم مليء بالتناقضات والأفكار الهدامة ولكن أمثالك ينيرون الدرب ويوجهون الجمع نحو الإصلاح والتقدم المنضبط بأحكام الشريعة الإسلامية وفي ذكرى رحيل

العالم والدكتور فضيلة الشيخ نوح القضاة نقول رحمك الله وأسكنك فسيح الجنات فضيلة العالم الزاهد بالدنيا والمليء علماً وفقهًا وكنت أحد أبرز علماء الأمة وتميزت أسلوبا وتعاملا ومن حسن حظي أنني تشرفت بأنك صديق واخ إلى والدي المحامي عمر ملكاوي أطال الله عمره ومتعه بموفور الصحة والعافية

وكانت هذة العلاقة أتاحت لي شرف معرفتك وأنا طفل وكنا دائما ننتظر زيارتك ونستمتع بلقائك حتى أصبحنا شباب نسعد بنصحك وحديثك وتوجيهك وكانت معظم الجلسات تضم علماء يشهد لهم الجميع أمثال معالي الدكتور علي الفقير ومعالي الدكتور أحمد هليل أطال الله أعمارهم فإذا كانوا هم في قمة السعادة بحديثك وهم علماء فكيف أنا وإخواني الشباب

رحمك الله شيخنا الفاضل الشيخ نوح القضاة الذي يشهد الجميع بصفاته وأعماله في مجال الخير والنصح والإرشاد والدعوة بالترغيب لا بالترهيب وصاحب الموقف والكلمة والأمانه وكنت ودودًا ومحبًا للجميع عملت في زمانك على نشر العلم والدعوى بأجمل الأساليب وأكثرها أثرا للمتلقي وشهد الجميع بعطاءك وتفانيك وحرصك الكبير والجدية في العمل وأجمعت القلوب على محبتك في حياتك وبكت العيون على فراقك ولكنك لم تغيب لأن موافقك وسيرتك وعلمك حياً في القلوب ولم يسمع منك أحدا يومًا إلا طيب الكلام وعفة اللسان وطهارة القلب ونقاءه ونزاهة في الإفتاء وبرحيلك لم نكن نحن فقط من خسرنا ذلك العالم بل أمة أجمعت بأنك من أكثر من يعد رحيله خسارة على مستوى الأمة وعلماءها

ليس الكبير من يراه الناس كبيرا ،،، بل الكبير من ملأ قلوب

أحبابه أدبا وخلقا وتواضعا وصدقا

وكان اينما حل احدث اثر لانه يؤمن أن لذة الحياة ومتعتها ، هي أن تُصهر قوتك الذاتية للتاثير الايجابي والمساعدة للاخرين ، لا أن تتحول إلى كيان أناني هدفه الوحيد ان يكون العالم مكرس لاسعاده

ولا نزكي على الله أحداً، والله نسأل أن يجمعنا بك في عليين وأن يحشرنا جميعًا مع النبيين والصديقين والصالحين

شيخنا الجليل تميزت علما نافعا وعملا صادقا ولسان ذاكرا وقلبا محبا للجميع وحظيت بجنازة كان فيها دليل على ما أسلفنا نعم كنت مثالا يحتذى وقدوة على مدار الأجيال ستبقى بصماته ظاهرة وصفاته نادرة رمزا في الوسطية والاعتدال لا تحيد عن مبادىء ثابته ولا تجامل في حق

أو فتوى وهذا ما جعلك من القلائل

الذين يحظون بمحبة البشر وكسبت ثقتهم ودخلت قلوبهم وساهمت في إنارة عقولهم ومن هنا فانك مهما حظيت من تكريم حكومي أو شعبي ستبقى تستحق الأكثر والأمة التي لا تحترم علماءها تفقد بريقها وتقواها

وإن كان بالعمر بقية يكون لحديثنا بقية

مدار الساعة ـ نشر في 2020/12/20 الساعة 22:08