بقلم حنين عبيدات
قالوا لي أنت لست ريفية ، لا أعلم ما هو شعور
النقص الذي انتابني ، ذهلت ، حزنت ، غضبت ، أو لربما لم يعجبني.
أنا فلاحة ريفية أعشق الأرض و الشجر ، و ليالي السهر و السمر على ضوء القمر ، أشتم رائحة سنا الفانوس و أحن إلى تفاصيله وضوءه الخافت الذي يدفيء القلوب و يجمع الأرواح ، أنا الفلاحة التي اذا حاورها الطير خشعت ، و إذا غنى لها البلبل ابتسمت ، و على صوت المآذن هدأت ، أنا تلك الفلاحة التي على نغمات موسيقى فلكلورية تفرح و لترويدة جدتها تبتهج ، و لغيث من سماء مبتسمة تفرح كطفل بريء و كأنه نور يبلج الروح و يرسم بداخلها لوحة الحياة الخضراء .
أنا تلك الفلاحة التي من الأصل قد جبلت و من سهول حوران قد تعلمت و من ينابيع التاريخ قد شربت ، و من الجبال الشامخات قد جمعت تبر الأرض و استنشقته ومنه قد صقلت.
أنا الفلاحة التي لقومها تنتمي ، و بأجدادها تفتخر و تستمر في رسم مسيرة المجد التي أسسوها ، أنا الفلاحة التي على الطيبة قد بنيت ، و على تقديس الآخر قد تعلمت.، لا مصلحة في هواها و لا منفعة ، كسيل من الماء العذب الصافي سلوكها ، و احترام الآخر هو أساس حياتها ، لم تتعلم نبذ الغير و لا انتظار من الغير ، فرجال العز قد علموها ، و نساء الكرامة قد نسجوا حياتها.
هذه الفلاحة بسيطة ببساطة الأرض ، و طيب السماء ، و نقاء الهواء ، كإقحوانة حمراء لبقة بين أشواك كثيرة تبتعد عنها كلما اقتربت منها لأنها لا تجاريها.