أخبار الأردن اقتصاديات جامعات دوليات برلمانيات وفيات أحزاب وظائف للأردنيين رياضة مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية شهادة جاهات واعراس مناسبات الموقف مجتمع دين ثقافة اخبار خفيفة سياحة الأسرة طقس اليوم

المستشار العتوم يكتب: أما آن للحكومة أن تعلن أننا في حالة حرب؟!

مدار الساعة,مقالات,كورونا,مجلس النواب,الدفاع المدني,الهيئة المستقلة للانتخاب
مدار الساعة ـ
حجم الخط

مدار الساعة - كتب: المستشار الدكتور انور العتوم

ظواهر اجتماعية وأمنية وسياسية غريبة من نوعها شهدها الاردن خلال العقد الماضي، خاصة خلال العامين او الثلاثة الماضية، وبشكل ادق منذ بداية العام الجاري 2020 ، حتى وصلت اوجها هذه الايام.

اليوم، وللضرورة تواجدت في مستشفى الاميرة هيا بنت الحسين (بين سوف وعبين) ، ولاحظت امرا غريبا ، بعث في جزء منه رسالة تفاؤل لمراقبي المشهد، الحاصل في كافة المستشفيات في المملكة.

أما الأمر الغريب فهو حالة السكون والرعب والكآبة المسيطرة على الشوارع الخالية تقريبا من السيارات والناس، وازدحام المستشفى بسيارات الاسعاف التي تنقل المرضى والثكلى، والأنات المخيفة للمرضى واقاربهم ، وأما رسالة التفاؤل، فهي حالة النشاط والمعنوية العالية التي يتميز بها رجال الدفاع المدني اثناء قيامهم بواجبهم المقدس ، والتي حركتني من الداخل وجعلتني ادعو من كل قلبي لبلدنا بأن تبقى قوية وعصية على الازمات .

أما الظواهر الاجتماعية الغريبة التي شهدها الاردن مؤخرا ولا زال يشهدها ، فهي على الصعيد الاجتماعي :

حالة الفقر والبؤس المنتشرة بين الناس جراء الوضع الاقتصادي المتجمد، والتي زادت (كورونا) من حدته. هذا من جانب ، وأما الجانب الآخر فهو حالات الفوضى والعنف والقتل والايذاء التي يشهدها المجتمع، والناتجة ايضا عن العوز الاجتماعي والفقر والبطالة وعدم الايمان بالدولة كجهة ضامنة لحاجات الناس.

وعلى الصعيد الامني، فقد اصبحنا نشاهد مظاهر امنية مرعبة في الشوارع ترعب الكبار قبل الصغار . فبالأمس وانا اقطن بلدة سوف، شاهدت موكبا مخيفا مرعبا من سيارات الدرك والشرطة وسيارات الاسعاف تجاوز عددها ال 15 مصفحه، يرافقها زوامير الخطر والاضوية الملونة المرعبة تجوب شوارع سوف، وعندما استفسرنا عن السبب، قالوا انهم يبحثون عن شاب اغرته حالة نجاح ابن عمه في الانتخابات، فأطلق عدة عيارات نارية من مسدسه صغير الحجم في الهواء.

صحيح اننا نحارب اطلاق العيارات النارية، وسنبقى نحاربها لأنها ادت الى الكثير من المصائب في المجتمع الاردني، لكن المشهد المرعب للموكب اثار لدي العديد من الاسئلة، اولها وآخرها ، هل هذا الجرم يستدعي هذا الكم الهائل الضخم من السيارات لالقاء القبض على الشخص المعني، علما بأنه شاب طيب وليس لديه اي اسبقيه ومحبوب من قبل اقاربه والناس، لكن نشوة الفرح تجاوزت كل ما لديه وعبر عنها بعدد قليل من الطلقات في الهواء، وهل هذا الكم من السيارات يريد صاحب القرار منه ارسال رسالة ما للناس؟!!

أما الظواهر السياسية التي شهدناها، فهي اكثر خطورة من كل الظواهر، ابرزها تصميم الهيئة المستقلة للانتخاب على اجراء الانتخابات في وقتها المحدد في ظروف مخيفة صعبة، والطلب من الناس في الوقت ذاته عدم اظهار مظاهر الفرح والاحتفالات الخالية من اطلاق العيارات النارية.

والسؤال الهام هنا هو : اذا كانت الهيئة مدركة لخطر اجراء الانتخابات بسبب فيروس كورونا ، لماذا صممت على اجرائها في هذا الوقت الصعب. اليس المواطن هو اقل اهمية من السياسة بنظر الهيئة، وما الغاية من اجرائها في هذا الوقت العصيب.

لقد عبر المواطن الاردني عن رفضه لقرارات الدولة برمتها حينما رفض الانتخابات رفضا واضحا، جاء الدليل في نسبة التصويت المتدنية للغاية، وقيام الحكومة بتصرف هوجائي في آخر ساعتين من التصويت، حينما سمحت لمواليد 2003 و 2004 بالانتخاب على دفتر العائلة. اليس هذا امرا مقبولا او مشروعا او قانونيا يا حكومتنا الرشيدة ؟!!

رفض المواطن الاردني ممارسة حقه في الانتخاب، لأنه اصبح يدرك تمام الادراك بأن هناك اولويات اكثر اهمية من هذا الاستحقاق. ان استحقاق اكل الخبر هو اهم بكثير لدى المواطن من استحقاق تمثيليات ديمقراطية مارسها عوام في مجلس النواب على مدى سنوات طوال.

مظاهر اجتماعية وامنية وسياسية مرعبة نشاهدها هذه الايام لسان حالها يقول اننا في حالة حرب طاحنة، وبأن امرا ما سيحدث.

اسأل الله العلي القدير ان يحفظ الاردن شعبا وجيشا وملكا، وان يجنبه توائح الزمان وشر الاشرار ولصوص الزمان والوصوليين والمارقين والعوام، والله ولي الصابرين.

مدار الساعة ـ