انتخابات نواب الأردن 2024 اقتصاديات أخبار الأردن جامعات دوليات وفيات برلمانيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات مختارة مقالات مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين ثقافة اخبار خفيفة سياحة الأسرة

أبناء المسؤولين.. عمر داودية نموذج

مدار الساعة,مقالات
مدار الساعة ـ نشر في 2017/05/04 الساعة 18:02
حجم الخط

مدار الساعة - بقلم : د. محمد صالح المحافظة

يفرغ الشارع الأردني الكثير من احتقانه عبر منصات التواصل الاجتماعي عند سماعه خبر تعيين ابن مسؤول ما، سابقاً كان أم حالياً، في منصب ما في مؤسسات الدولة أو شركاتها شبه الحكومية.

ونشعر أن سبب هذا الاحتقان ناتج عن شعور أبناء المجتمع الواحد بغياب النزاهة والشفافية في اختيار شاغري هذه المناصب ويتمنى الجميع أن يكون إلى أبناء الحراثين منها نصيب.

فما أن تنطلق إشاعة تعيين ابن احد المسؤولين حتى يهب الجميع ليدلي بدلوه مهاجما الحكومة والمسؤولين دونما استثناء، متهما إياهم بخيانة الوطن وحب الذات ونهب خيرات وثروات الوطن، واتهامهم بالفساد أحيانا وعدم النزاهة أحيانا أخرى، فيطلق العنان لذم وقدح و تشهير ويسيل حبر كثير في تغطية الحدث، وأنا هنا لا أدافع عنهم ولا اقر بعدم وجود تجاوزات أحيانا في تعيين البعض ولا اقر انه ليس هناك حالات من المحاباة على حساب أبناء الحراثين ولكن نحن ضد التعميم.

لم تسل قطرة حبر واحدة تتحدث عن احد أبناء المسؤولين أو الوزراء السابقين الذين قدموا للعمل التطوعي والعمل العام جل طاقاتهم من اجل أبناء مجتمعهم ووطنهم، ممن تخلوا عن المناصب العامة من اجل خدمة الشباب والنهوض بهم ومد يد العون إلى كافة أبناء الوطن من خلال منظمات المجتمع المدني المختلفة والمنتشرة عبر وطننا الحبيب، متسلحين بسلاح العلم والعزيمة والإصرار إيمانا منهم بان خدمة الوطن لن تكون عبر الجلوس على كرسي دوار وسكرتيرة ممشوقة القوام تقدم له قهوته كل صباح تحت هواء أنظمة التبريد المختلفة بينما أمثاله من أبناء الحراثين يكابدون حر الشمس بحثا عن ما يمكنه من إنارة طريق المستقبل.

عمر ... ذاك الشاب الطفيلي الأصيل المثابر. ابن الوزير والنائب والسفير السابق معالي النشمي محمد داودية مثال يحتذى في الهمة والنشاط والفكر الشبابي المستنير. لا ينتظر حتى تشرق الشمس لتودعه والدته على باب منزله حاملة كوب الشاي الذي لا يستطيع أن يتناوله معها ليلتحق بأخوته من أبناء محافظته الأم الطفيلة الهاشمية في عمل تطوعي منقطع النظير.

تلك الأم لا تحلم بان ترى فلذة كبدها في مكتب فخم، وانما تتمنى أن ترى ابتسامة طفل طفيلي قد ارتسمت على محياه و مشروع ناجح لشاب استلهم فكرة من مبادرة قدمها فلذة كبدها عمر.

حتى لا نظلم الجميع هناك بعض المسؤولين غرسوا في نفوس أبنائهم العصامية وحب الوطن، فعلموا أبنائهم ان حب الوطن يبدأ من خدمة الناس والمكوث بينهم و قراءة واقع الشباب عن قرب، فذاك الشاب لم يهتم لبعد المسافة بين عمان الطفيلة البعيدة في الجنوب القريبة من قلبه بل أحب المشي في طرقاتها و دخل مدارسها و جمعياتها ليصنع معهم شراكة في البحث عن أفكار وحلول جديدة للنهوض بالمنطقة ككل مستهدفا جميع الطبقات في المجتمع.

للأسف الشديد أمثال عمر داودية لا نجد احد يكتب عنهم أو ينصفهم ولو بكلمة، أمثال عمر يجب أن نرفع لهم القبعات احتراما وتقديرا لما يقدموا إلى أبناء وطنهم والى أقرانهم من الشباب من أمثلة رائعة ونماذج تحتذى في الانخراط بمثل هذه الجمعيات والمراكز والتي تعنى بتطوير المجتمع ككل.
أتمنى أن يتقبل مني أمثال عمر تحية اعتزاز بهم و بجهودهم المباركة. حفظ الله الوطن قيادة وشعبا.

* ماليزيا

مدار الساعة ـ نشر في 2017/05/04 الساعة 18:02