اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات احزاب وظائف للاردنيين رياضة أسرار و مجالس مقالات مختارة مقالات تبليغات قضائية مناسبات جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة كاريكاتير رفوف المكتبات طقس اليوم

عبدالله جبارة يكتب: الشباب شعار على القارمات أم برنامج ونهج

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2020/10/31 الساعة 14:32
مدار الساعة,

بقلم الدكتور عبدالله ماجد جبارة

شعارات تبعث الأمل، واخرى تدعو للاصلاح، بينما اصبحت كلمة «الشباب» عتبه سلم لمن يريد ان يصل الى شريحة اكبر من الناخبين، في حين غاب الابتكار عن اطلاق الشعار الانتخابي، فكانت عبارات مكررة، ومستنسخة في غالبها عن شعارات في انتخابات سابقة، او تقليد لمنافسين في دوائر اخرى، واختلفت لغة الشعارات من دائرة لاخرى، ففي بعض الدوائر كان واضحاً استخدام بعض العبارات ذات الدلالات الدينية بينما كان هناك تشابهاً كبيراً بين بعض الشعارات الانتخابية لمرشحين في دوائر مختلفة ليس فقط بالشعارات بل بأسماء القوائم أيضا وجاءت شعارات بعض المرشحين العائدين الى المعترك الانتخابي اشبه بإجابة سؤال عن اسباب عودتهم، فمنهم من اتخذ شعارات تبدأ بمفاتيح هلامية كمشاركتنا، نحو التغيير، لأجل الوطن،نحن الشباب، كرامتنا وغيرها من الشعارات الروتينية الضبابية والتي تصب بالاتجاه ذاته.

من جهة اخرى، فإن اغلب الشعارات الانتخابية ركزت على بداية انتخابية جديدة كشعارات انتم البداية، عهد جديد، الوطن يستحق وغيرها من الشعارات التي تحمل بمضمونها انتقادا للوضع السابق وتدعو الى العمل باسلوب جديد.

ولم يختلف احد على ان ابرز ملاحظة لهذه الانتخابات كانت كثرة اعداد المرشحين من فئة الشباب، لينعكس الامر ايضا على الشعارات الانتخابية سواء تلك التي اطلقها المرشحون الشباب او غيرهم التي وكأنها أصبحت ديكور يزين القوائم و كرت الجوكر للحصول على أصوات و ود الناخبين، فبات واضحاَ أن المرشحين الشباب في بعض الدوائر الانتخابية العشائرية وغير العشائرية يرتكزون على وسامة صورهم وجذابية أسماء قوائمهم فهناك بعض من المرشحين لا تعرفه الا عن طريق فيديو مسجل بصوره احترافية لبضع دقائق جلس عليه عدة ساعات لتصويره من قبل شركات مدفوعة الاجر و بالاغلب تمت قراءة برنامجه الانتخابي عن طريق شاشه أمامه وكان هناك صائغ يصيغ له الحروف و الكلمات ويزينها ,دون أن يعلم بأن هذه الكلمات تصلح أم لا أو حتى هي مقنعه لشخصه فبل الناخب و كأنك في مشهد تمثيلي يتنصب دور البطولة باحثاً على مشاهدين له ,أو وكأننا في برنامج تلفزيوني للهواة يعرض مضامين برامجهم الانتخابية الهشة والتي تخلو من أي برامج محورية ذات علاقة في الواقع الفعلي التي نعانيه فيكررون مصطلح القضاء على البطالة متناسين أن هذا المحور يحتاج الى برنامج قوي يجمع في أقطابه حركة فعلية مدروسة لجميع السلطات لحلها جذرياً.

في الحقيقة الى الان لم أجد برنامج انتخابي شبابي قوي قابل للتطبيق بل كل ما وجدته هو شعارات مكررة لا تعني شيء، لم أرى شاب وطني ذات قاعدة انتخابية قوية يرتكز عليها بدلاَ من وسامة الصور ومن هذه النقطة ندخل الى مصطلح الحشوات الانتخابية التي طغت بصبغتها على ٨٠ بالمئة من المرشحين سواء كانوا من الشباب او الكوتات فنجد ان نسبة كبيرة من المرشحين ذو فكر فارغ يخلو من الفقه التشريعي او على علم بالفكر السياسي او حتى معلومات تعتبر من المسلمات التي يجب ان يكون الفرد على علم بها

ومن جهة أخرى نلاحظ عدم التوافق او الانسجام الفكري لدى اعضاء القائمة الواحدة فعلى سبيل المثال نرى الان صور للافراد وحدهم بدلا من صورهم مع قائمتهم فالمترشح يدعو للتصويت لشخصه فقط دون زملائه ومن ناحية أخرى فإن مرشح القائمة الذي سيظفر بالمقعد النيابي يملك أقل من 1 بالمئة من قوة المجلس فبالنهاية سيثبت للجميع بأن نهجه وشعاراته التي طرحها آنذاك بأنها مهترءة لا تنفع لان تكتله من البداية غير مدروس وغير ممنهج فالنائب في مدرسة التشريع يحتاج الى تحالفات حقيقية تبني لا تهدم

فخوض المعترك الانتخابي هو بالنسبة لهم بوابة الاحلام لبناء علاقات قوية مع صناع القرار او الجلوس في لوبيات سياسية او هي فرصة لدخول عالم ربطات العنق و الدخول بمرحلة السلطوية والتأثير والحصول على الحصانة متغافلين عن ان السلطة التشريعية هي اساس نهضة هذا الوطن الغالي .

فالمنظومة العامة بأكملها تحتاج الى تنشئة سياسية للناخب قبل المرشح للنهوض ببرلمان يليق بأردننا الذي نحب ونفخر, والنائب الذي نريد هو النائب الذي له رسالة وطنية يحمل هموم الوطن قبل المواطن و همومهم الاجتماعية و أن لا يساوم على حقوق وثوابث الوطن , فالمقاطعه في هذا المطاف ليس الحل , الحل يكمن بالمشاركة الايجابية بأختيار الشخص المناسب والابتعاد عنة الفزعه والمحاباه.

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2020/10/31 الساعة 14:32