بقلــم: الأستاذ الدكتور بلال أنس أبوالهدى خماش، كلية تكنولوجيا المعلومات وعلوم الحاسوب، جامعة اليرموك
يمتد تاريخ اليهود إلى أكثر من 4000 عام ويضم مئات من التجمعات المختلفة، ويتكون بنو إسرائيل من اثنتي عشرة قبيلة تنحدر كل منها من ابن من أبناء يعقوب الإثني عشر وهم روبين وشمعون ولاوي ويهوذا وياساكر وزفولون ودان وجاد ونلتالي وعشير ويوسف وبنيامين (وَإِذِ اسْتَسْقَىٰ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ كُلُوا وَاشْرَبُوا مِن رِّزْقِ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ(البقرة: 60)).
ويؤكد الكتاب المقدس لليهود أن يعقوب وأبناءه الاثني عشر تركوا كنعان في خضم مجاعة شديدة واستقروا في جاسان في شمال مصر. ووفقاً لعلم الآثار إن اليهود هم من نسل الكنعانيين الذين سكنوا بلاد المشرق، ووفقًا للتوراة، أن أصلهم يعود إلى الجد الأكبر إبراهيم، ومن بعده ابنه إسحاق ومن بعده ابنه يعقوب وأولاده الاثنا عشر الذين ذكرناهم سابقاً، ومنهم جاء بنو إسرائيل الذين عاشوا في مصر القديمة. وكما يُذْكَرُ في كتابهم المقدس أن الإله يهوه عندهم أرسل النبي العبري موسى وهو من قبيلة لاوي، لإطلاق سراح بني إسرائيل من الاسترقاق المصري.
وينص كتابهم المقدس على أن العبرانيين هاجروا بمعجزة من مصر (المعروفة باسم الخروج)، وعادوا إلى أرض آبائهم وأجدادهم في أرض كنعان. هذا الحدث يمثل بداية تكوين إسرائيل لتكون أمة لها شأن سياسي في كنعان، في 1400 قبل الميلاد ومن ثم انتقلوا إلى صحراء سيناء حيث أعطيت لهم التوراة من الله على يد موسى. ينتشر اليهود في جميع أنحاء العالم كما تذكر الأية (وَقُلْنَا مِن بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا(الإسراء: 104))، ويتركزون في ثلاثة عشر بلداً، ويصل عددهم نحو 14 مليون نسمة، وهذا عددهم منذ عام 1939م، وفق الوكالة اليهودية وصحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية. فقد انخفض العدد بسبب الحروب، وعاد للصعود مرة أخرى، وهذا الرقم هو لليهود الأصيلين، فاليهودي وفق الشريعة اليهودية من تكون والدته يهودية، سامية الأصل، وبالطبع سيكون لون بشرتها حنطاوي إلى بيضاء اللون.
والتوزيع الجغرافي الحالي لهم في العالم تقريبا كالتالي: 1- فلسطين المحتلة: 6.103.000 ستة ملايين ومائة وثلاثة آلاف، 2- أميركا: 5.700.000 خمسة ملايين وسبعمائة ألفاً، 3- فرنسا: 475 ألفاً ، 4- أميركا اللاتينية: 383 ألفاً، 5- بريطانيا: 290 ألفاً، 6- روسيا: 186 ألفاً، 7- ألمانيا: 118 ألفاً، 8- أستراليا: 112 ألفاً، 9- أفريقيا: 74 ألفاً، 10- جنوب أفريقيا: 70 ألفاً، 11- أوكرانيا: 63 ألفاً، 12- هنغاريا: 48 ألفاً، 13- إيران: 20 ألفاً. ويعيش في عموم آسيا 20 ألفاً، وفي رومانيا: 9400 تسعة آلاف وأربعمائة، وفي أذربيجان: 8600 ثمانية آلاف وستمائة، ونيوزيلندا: 7600 سبعة آلاف وستمائة، وأوزبكستان: 3700 ثلاثة آلاف وسبعمائة، وكازاخستان: 3000 ثلاثة آلاف، والمغرب: 2400 ألفية واربعمائة، وتونس: 1100 ألف ومائة، وتركمانستان: 200 مائتان، ومصر: 100 مائة، واليمن: 100 مائة، وسورية: 100 مائة وهذه الأعداد تقديرية ومن الممكن أن تزيد أو تنفقص قليلاً في بعض البلدان. أما الفئة الثانية من اليهود، فهم من كان والدهم أو جدهم يهودياً، أو تهودوا، والذين يطلق عليهم الفلاشا، ويعتبرون وفق "قانون العودة" يهوداً يحق لهم الهجرة إلى إسرائيل والحصول على مواطنة، ويقدرون بنحو 23 مليون يهودياً، أيضا حسب الوكالة اليهودية، وهي هيئة صهيونية تعمل في أوساط الجاليات اليهودية في أنحاء العالم. وهذه الفئة في الغالب لا تأخذ مناصب سياسية ولا إدارية في الكيان الصهيوني، ولا في المنظمات الصهيونية، وقد استخدموا الفلاشا الأفارقة في الأعمال الدنيا، فعاد كثيراً منهم إلى بلده بسبب التمييز العنصري الواضح بينهم وبين غيرهم من اليهود الأصيلين. ويأتي ترتيب الديانة اليهودية السادسة في العالم، بعد المسيحية 33.39% والإسلام 24.8%، والهندوسية 15%، والبوذية 7-8%، والسيخ 0.35%، واليهودية 0.22%.. وهذه الأرقام، وإن كانت ربما مبالغاً فيها عددا وانتشارا. إلا أننا نلاحظ أن اليهود هم المسيطرون على العالم سياسياً واقتصادياً وإعلامياً، ومن ثم عسكرياً وثقافياً وفكرياً، فالعبرة هنا ليست بالكثرة، بل بالتأثير وبالسيطرة. ولم يتم ذلك إلا بالدهاء والتخطيط قصير وطويل المدى والمكر والخديعة والتآمر والإبتزاز والنساء والمال والرِّبا والجريمة المنظمة والمافيا، والعمل بنظام مؤسسي من خلال الصهيونية العالمية، والعلمانية المقنَّعة، والمحفل الماسوني، وغيرها من الوسائل وفق القول المأثور: الغاية تبرر الوسيلة، ومنها المعروف، ومنها السري.
ويتركز ضعف اليهود في أمرين، الأول: أنه حصل تحريف على دينهم، ويجمع على ذلك المسلمون والمسيحيون. والثاني: أنهم يتسترون بالدين من أجل المال، والشواهد على ذلك كثيرة.