بقلم سلطان عبد الكريم الخلايلة
مُنذ أن وَضَعت احتجاجات "الرابع" الدكتور عمر الرزاز على كرسي الرئاسة وحتى يومنا هذا جَرَت في الأُردن مياه كثيرة، خُضنا خِلالها مَعَارِك اقتصادية وصحية واجتماعية ولم نزل، مرحلة بدأناها بالسؤال عن الرئيسِ الذي نُريد، وعن الوزيرِ الذي نحلم، وبين هذا وذاك عن النائبِ الذي نَطْمَح.
أتذَكّر سابقاً عندما شَكَّلنا حملة شبابية في انتخابات نيابية ماضية تحت عنوان "النائب الذي نريد"، حينها كانت الرغبة بتحديد محاور ونهج للمُتَرشح الذي نرغب بأن يُمثّلنا تحت قبة البرلمان، والمعطيات التي ستقود إلى إفراز النائب الذي نريد من خلال صناديق الاقتراع.
مَضَى هذا الزمان، من دون أن يحدث فارقاً مُهماً، ثم عُدنا للحديث بعد مغادرة الدكتور عمر الرزاز للدوار الرابع ومعرفة اسم رجل المرحلة المقبلة، بشر الخصاونة، إلى الحديث مجدداً عن "الوزير الذي نريد"، وسط ظرف استثنائي، وأزمات متراكمة فوق بعضها تُلقي بظلالها.
بالطبع ليس لنا يد في اختيار الوزراء عبر صناديق الاقتراع؛ وهو الحلم الوطني الذي ننتظره منذ سنوات، إلّا أننا على الأقل يُمكن أن نُدلي حالياً بدلونا للرئيس لعل هناك من يسمع.
ومن المهم الإشارة إلى أنّ آخر ما نريدهُ هو إعادة "وزراء التأزيم" قبل الكورونا وخلالها ممن أثبت فشلهم غير مرحب بهم، وزراء اثبتوا أنَّهم عبء على المرحلة، وتحولوا إلى كون حضورهم "جزء من المشكلة"، في الوقت الذي كُنّا معهم نبحث عن حلول لأزماتنا المُتلاحقة، فإذا بنا جميعاً نشعر بورطتهم، وزراء تحوَّل حضورهم إلى إرث شعبي من الحمل الثقيل، فهل سنراهم مجدداً يُفْرَضون علينا رُغمَ أُنوفنا؟ بالرُغم من أنَّ خريطة التشكيل هي المعبر الأول لانتقالنا بقارب النجاة الى شاطئ الأمان.
ما نُريدهُ وزير من رحم الهموم ومن تفاصيل الخبرة، ومن بين من يدركون مآلات الإدارة التي توازن بين مقتضيات المصلحة العامة وآمال الصالح الذي يَخدِمَ الناس، وندرك أن المهام صعبة والمرحلة كلها تحولات متسارعة، لكننا نستطيع.