بقلم: الدكتور رافع شفيق البطاينه
يعيش الأردنيون هذه الأيام حالة من التوتر والقلق وحرب الأعصاب المشدودة بسبب الظروف الضبابية التي تسيطر على المشهد الأردني، فالمتابع لسلوكيات الأردنيين يوميا يلاحظ حالة القلق والنزق التي تنتابهم وتلاحظها على وجوههم وملامحهم، وكل هذا سببه الخوف من المستقبل الغامض تجاه أولادهم وحياتهم وأمانهم الوظيفي لمن يعملون في القطاع الخاص، ففيروس كورونا يتعمق ويتوسع انتشاره على مستوى المملكة، وبدأ يتغلغل في المدارس، وانقسم التعليم إلى أربعة انواع، تعليم عن بعد لبعض المدارس، وتعليم على مستوى الشفتات أ و ب، وتعليم مباشر، وتعليم عن بعد لبعض الصفوف، ومباشر للصفوف الأخرى بنفس المدرسة، وبدأ الأهالي ينتابهم القلق على أولادهم وأياديهم على صدورهم خوفا من انتقال العدوى لهم من زملائهم في المدرسة، وبنفس الوقت الخوف من تحول كافة التعليم الى عن بعد في كافة مدارس المملكة وبذلك يخسرون الرسوم الباهظة التي دفعوها للمدارس الخاصة..
والقلق الآخر للعاملين في القطاع الخاص خوفا من عودة الحظر وتوقف اعمالهم وأرزاقهم، وربما الفصل من العمل أو تخفيض قيمة الرواتب إلى النصف كما حدث في الأشهر السابقة، وفي المقابل دخل الأردن في تحدي تنفيذ وإنجاح الإستحقاق الدستوري المتمثل بالانتخابات النيابية، حيث الغموض يسيطر على المشهد وهناك مراهنات على قدرة الدولة في إجراء الإنتخابات دون وقوع المحظور اذا ازداد تفشي المرض خصوصا ونحن مقبلون على فصل الشتاء، وكيفية دعوة مجلس الأمة لإفتتاح الدورة العادية في ظل منع التجمعات العامة لأكثر من عشرين شخصاً، حقيقة أسئلة كثيرة بحاجة إلى إجابات، ولا احد قادر او يملك الإجابة عليها، سوى أن نتركها للأيام القادمة لتجيب عليها واقعيا وعمليا حسب واقع الحال، بعيدا عن التوقعات والتكهنات. لذلك على الدولة بكل مؤسساتها المعنية ان تضع وتدرس كافة السناريوهات المتوقعة وكيفية مجابهتها، وأن تكون جاهزة لكل الاحتمالات والمفاجآت، حمى الله الأردن وقيادته الحكيمة وشعبه الوفي من كل مكروه.