انتخابات نواب الأردن 2024 أخبار الأردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين أحزاب رياضة مقالات مقالات مختارة شهادة جاهات واعراس الموقف مناسبات مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

الدكتورة شروق أبو حمور تكتب: تصفية حسابات

مدار الساعة,مقالات
مدار الساعة ـ نشر في 2020/09/06 الساعة 14:30
حجم الخط

الدكتورة شروق أبو حمور

مذكرات اخصائية اجتماعية

يُقال أن الجمل أكثر الحيوانات حقداً، وأنه إذا ما تعرض للأذى من قبل صاحبه ينتظر الوقت المناسب لينتقم منه، وفِي مجال عملي أصبحت أشاهد العديد من الجمال البشرية والتي تنتظر الوقت المناسب لتنقض على فريستها.

قد يتسأل كُثُر : "متى، وكيف، ولماذا"؟
لن أطرح اليوم حالة واحدة ومخصصة، ولكنني سأذكر مشاهد عدة شاهدتها وأبحرت تفاصيلها خلال عملي.

محور ولب المشاهد تتمحور في المريض أحمد، محمود، صفاء، نقاء، واختاروا ما شئتم من الأسماء، فمن وجهة نظري: " تعددت الأسماء والمشهد واحد".

لسبب من الأسباب يدخل المرضى للمشفى، " حادث، مرض مفاجيء، سرطان، جلطات، ....الخ"
الخصومات والمشادات موجودة في كل العائلات، وربكم أعلم بالنيات.
البعض يتخذ قراراً بالاستمرار بالقطيعة والاكتفاء ببيت العزاء لاحقاً.
والبعض الاخر كالأخ مثلاً يقرر أن يعود أخيه، وتقرر فلانه أن تنسَ الإهانة، وبعضهم يأتي كنوع من الواجب، ولا يحمل أي مشاعر، وبعض النفوس المريضة تزور للشماته، وتقول هذا جزاء الله لها أو له بسبب ما عمل في حياته، وحساب السماء على ويلاته.

بغض النظر عن اسباب الخصومة، وسبب ونية زيارة المريض، فبالمحصلة ربكم أعلم بالنوايا، والخفايا، ولا يعلم الغيب إلا هو، ونحن لنا الظاهر الذي يجب أن نعامل الاخر بناءً عليه، وعودة وزيارة المريض هي ذوقٌ واخلاقٌ وواجب أمرنا الله به.

ولكن:
جاء المخاصم لعودة المريض، وأداء الواجب، وهنا أذكر لكم بعض ما سمعت:
-جايه تتشمتي؟

- هسا اتذكرت انو الك اخو؟

- انتي الي جلطتي ابونا وجايه اتزوري؟

- الإخوة لبعضهم: لا تيجوا بموعد زيارتنا تعالوا بس نروح!

أتدخل تارةً واستعمل جلسات اللين، وتارةً أستعين بالأمن والمعنين.
ولكنها جمالٌ وأحمال، وتصفية حسابات، استغلها بنو البشر في اسواء اللحظات، لحظاتٌ أمر الرسول بها، وحف الله ملائكته حولها.

الدين المعاملة، وعندما يرق قلب المشاحن لا تدعوه يذهب، فربكم أعلم بالسرائر، ودعوا أمراض الأجساد تطهر أمراض القلوب، وتكون فرصة لغسلها، لا لتجعل المخاصم يندم أنه عاد.

الغيب ربكم يعلمه فلا تحللوا لماذا زار فلان فلان، ودعوا تصفية الحساب لمواقف اكثر خشونة، فالمريض بغنى عن تلك الجلسات، اللوم وتصفية الحسابات، وتذكروا أننا:
- بالقلب نحب.

- بالعقل نكره.

- وبالاثنين نصاب بالجنون.

"دعوا السرائر وتعاملوا بالظاهر، واتركوا العلاقة بين المريض والزائر"

مدار الساعة ـ نشر في 2020/09/06 الساعة 14:30