انتخابات نواب الأردن 2024 أخبار الأردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات مقالات مختارة مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

حسان ملكاوي يكتب: ظاهرة تغيير المدربين

مدار الساعة,مقالات
مدار الساعة ـ نشر في 2020/08/16 الساعة 21:03
حجم الخط

بقلم: حسان عمر ملكاوي

بداية في مقال بعنوان (نزار يا فيتال) وبعد الأسبوع الثالث من الدوري والمنشور في هذا الموقع الذي نعتز به، ذكرت أنني أعتقد أننا خلال الأسبوع الرابع والخامس سنجد تغير جهاز فني أو جهازين والله على ما أقول شهيد لم يكن لدي معلومة لكن هو توقع وأعتقاد والمشكلة برأيي أنّ الحبل على الجرار والتغييرات قادمة.

من هنا احب التاكيد على انني لا اتكلم عن هذة الحالات، ولكن وجدت أن أتكلم بشكل عام وليس عن حالة معينة او شخص معين، فمنذ سنوات ونحن نلاحظ كثرة التغييرات، والأدهى بنظري أن بعض التغييرات لم تحدث الأثر لأن أصل المشكلة ليس بالجهاز الفني وأيضاً القادم هو بمستوى المغادر..

وهنا أقول إن هذه الظاهرة في ملاعبنا أصبحت مسماراً يدق في نعش المنظومة الرياضية، فليس هكذا تورد الإبل، وليس هكذا تعالج وتشخص الأمور وأن نجد فرقاً يتناوب على إدارتها في الموسم الواحد عدد لا يستهان به من المدربين ويصل معدل التغيير إلى أعلى النسب وهنا أقول أن التغيير سنة من سنن الحياة، وضروري بل واجب في العديد من الحالات، ولكن الاستقرار مطلب واساس، وايضا التغيير يجب أن يكون على أسس مدروسة، وبناء على تشخيص حقيقي للأداء والنتائج ، وليس عشوائياً أو نتائج عن مؤامرات وحسابات أخرى لا دخل لها بالوضع الكروي الصحيح، ولا يجوز أن يبقى المدرب في ملاعبنا كبش الفداء وشماعة تعلق على الأخطاء وننسى أن الفريق هو منظومة من لاعبين وإدارة وجمهور ....الخ..

وهناك سؤال يفرض نفسه بقوة لماذا لا يقابل ولو بنسبة واحد على عشرة من استقالة أو إقالة المدرب لإقالة أو استقالة إداري وعضو مجلس أو مجالس بأكملها ؟ ولماذا لا نراعي أن المدرب يجب أن توفر له العناصر والمواد والإمكانيات قبل الحكم على ما يقدم! ولا يجوز أن نعتمد أو نجيش أقلاماً مشبوهة في مواقع التواصل أو نستغل عاطفة المشجعين أو قلة وعي وفكر رياضي لدى بعض الأشخاص لتكون مبرر للإدارات للإقالة أو للضغظ على المدرب للاستقالة ، وأنا شخصيًا سبق أن طالبت بإقالة مدربين ، وقد أطالب لاحقاً بذلك لكن أولا لا يعني أن رأيي هو الصح وأن قرار الإستمرار من الإدارة مع المدرب هو الخطأ ، وثانيا لا يجوز أن تكون مطالبتي من أول خطأ ، أو أن لا تكون مبنية على أسس على الأقل تدعم شرعية مطلبي وتقنع من يسمع أو يقرأ وحقيقة أيضاً ما ذنب المدرب بملف عناصر ومحترفين تعاقد معهم النادي قبل التعاقد معه ؟ وما ذنبه من عدم وجود لجان فنية تحكم وتقيم الأداء ؟ وما ذنب الجماهير بالتعاقد مع مدرب دون دراسة او تخطيط ؟ وأيضاً كيف نسمح أن تتداخل الصلاحيات ونعمل ونتدخل ونحاول أن نملي على المدرب ما نريد وما يناسب أهواءنا ومصالحنا! عجباً لمن يذهب للدكتور ليضع نفسه مكانه! وعجبي أكثر أننا بدأنا نسمع وأتمنى أن يكون ما نسمعه غير صحيح ، فكثر الحديث عن لاعب يتأمر على مدربه ، أو إداري يحفر لمدرب فريقه، وزميل يتآمر على زميله ، ومدرب يفاوض أكثر من نادي بنفس التوقيت ، أو نسمع انه يقبل التحدث معه وزميله على رأس عمله ، أو لا يحترم وعده ولا يحترم كلمة صدرت أو فاتحة قرت بين الطرفين، وأيضاً نسمع او نشاهد أن البعض رغم علمه بذلك ورغم إقالته أو التعامل معه بأسلوب غير لائق يعود مرة أخرى للتعامل مع من لدغه

الخلاصة أنه يجب وضع ضوابط في عملية التغيير سواء من نصوص وتشريعات وشروط ومواصفات وميثاق شرف بين المدربين فيما بينهم وميثاق آخر بين الأندية بين بعضها وأن نتوقف عن لعبة الكراسي المتحركة والتغييرات العشوائية وأن نكون أكثر حرصاً ودقة في التشخيص وأكثر تروٍ عند اتخاذ القرار وأكثر دقة في الحكم وأكثر موضوعية في التقييم

وأخيراً نداء إلى بعض الفئات بالتوقف عن ما تمارسه عندما تنتقد إدارياً أو مدرباً أو لاعباً بحيث تقوم بالتعرض لشخصه وعائلته وتنتقد بطرق لا تمت إلى الحوار والانتقاد الهادف بشيء وأحيانا يتم إطلاق الفاظ ليست من الأدب بشي ولنضع أمام أعيننا مخافة الخالق أولا وارضاء الضمير ثانيًا والالتزام بالعرف والأدب والعادات والتقاليد والضوابط التي تحكم الحوار والخلاف فالخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية ولكن التجريح يقود إلى مصيبة أو قضية.

والله من وراء القصد

وإن كان بالعمر بقية يكون لحديثنا بقية .

مدار الساعة ـ نشر في 2020/08/16 الساعة 21:03