كتبت: ياسمين مهيار
مراسلون ينقلون الحدث بدموعهم و حناجرهم المخنوقة
يا لهول الصدّمة كنت أظن أنه قد فاتني الكثير منذ أن كتب وليد سيف الأديب العظيم تفاصيل النكبّة في التغريبة ولم أشاهده حتى اللحظة! ولكنه من المؤكد وحتماً أنه لم يفتني بعد شيء من الأحداث حيث أن امتداد النكبات و النكسات، المجازر و الثورات، الحروب الدموية و الدّمار لازال يمتد عبر الأزمان لينصب اعمدته في لبنان و غيرها من البلدان حتماً! و نحن من سيكتب التاريخ وسيشهد عليه
لم يختلف كثيراً مشهد "أبو أحمد" و هو يلملم أحفاده، أولاده و يتحضر للخروج من قريته الصغيرة المحطّمه عن اللبناني وهو يلملم أشلاءه و يغمر دماءه و يركض بها خارج حدود الوطن لا الإنفجار فقط! اللبناني الذي ينتقل من مرحلة الثبات المؤقت الى المجهول الدائم و الضياع الأمني و السياسي يلاحقه حتى في حلُمه و لكنه الغريب و اللاجىء في وطنه و عن غربة الوطن في الوطن أتحدث!
اللبناني الذي عاش منكوباً و رغم ذلك سعيداً، منفرداً في ذوقه و مزاجه! يحب الحياة على طريقته، أرزته كرامته و رمز قوته.
اللبنان عاشق الورد بصوت زكي ناصيف وقطعة سماء بصوت الوديع الصافي الباقي في الأذهان، اللبنان الرحابنة و صباحات فيروز وأغانيها الجبلية الحاضرة دوماً في القلب والذاكرة.
من قلبنا سلاماً لجبالك و سهلك وقبلة على جبينك علّها تطيب جراحك
ختاماً "ان كانت خاتمة الأحزان بيد الله! فلتكن خاتمة الأحزاب بإرادة الشعوب" ايها الشعب العنيد