انتخابات نواب الأردن 2024 أخبار الأردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات مقالات مختارة مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

كمال زكارنة يكتب: تشكيك

مدار الساعة,مقالات
مدار الساعة ـ نشر في 2020/07/26 الساعة 02:35
حجم الخط


الكاتب: كمال زكارنة

جائحة وباء كورونا العالمي التي تجتاح دول العالم منذ نهاية العام الماضي ،تقابلها جائحة اخرى او على الاقل موجة، من التشكيك وعدم الثقة ،او عدم القناعة اما بوجود الجائحة الكورونية جملة وتقصيلا ، او انها فعلا موجودة لكن هناك حالة من المبالغة الكبيرة بمضاعفاتها ونتائجها وما ينجم عنها من اصابات ووفيات، وتراجع حاد في الاقتصاد العالمي بشكل عام وعلى مستوى كل دولة بمفردها.

يتساءل الناس فيما بينهم ،هل رأيت مصابا بفيروس الكورونا ،وهل اصاب المرض احدا من عائلتك او جيرانك او الحي الذي تقطن فيه ،ثم يذهب البعض ابعد من ذلك ،وهم يفترضون ان الفيروس موجود ويفتك بالبشر ،ويطلقون اقاويل بأن الزعماء والمسؤولين في معظم دول العالم ،محصنون من الفيروس لانهم اخذوا المطعوم او اللقاح المضاد للكورونا ،اي انه تم التوصل الى انتاج لقاح ،ويتم التعتيم عليه واخفاؤه ،ولا يعطى الا للزعماء وكبار المسؤولين والمهمين في العالم ،وتحرم منه الشعوب دون ذكر الاسباب.

ثم يتدخل البعض في العلوم الطبية ، ويطرح نظريات علمية خاصة به وبمن اطلقها ،ويقول ان فيروس كورونا نوعان ،الاول ضعيف وسهل وضرره بسيط ،يشبه الانفلونزا العادية يصيب الناس ويشفون منه بسهولة وبسرعة دون مضاعفات خطيرة، اما النوع الثاني، فانه خطير جدا يتسبب بالجلطات الرئوية ويؤدي الى الوفاة ،دون ذكر اي مصدر لمثل هذه المعلومات ،وهناك العديد من الفرضيات والاحتمالات والاقاويل التي يأخذها البعض على محمل من الجد، وتلك التي يستخدمها الاخرون للتندر.


ربما تكون المدة الطويلة التي قضاها الفيروس وما يزال وهو يهاجم البشر في جميع انحاء العالم ،وعدم قدرة الانسان على مقاومته والسيطرة عليه دوائيا واسكاته حتى الان ، من اهم الاسباب التي جعلت الناس يشككون بكل ما يسمعون عنه وعن تأثيره، رغم الاجماع العالمي والتوافق الدولي على وجوده والعجز عن القضاء عليه لقاحيا ودوائيا رغم التقدم العلمي الهائل في مجال الطب وصناعة الادوية في عديد من الدول المتقدمة.


العجز العلمي في مواجهة هذا الفيروس الخطير ،بدأ يتسبب بظهور حالة من اليأس لدى اعداد كبيرة من الناس ، تبدو واضحة من خلال تراجع الاهتمام بالتعليمات والارشادات الوقائية ،ويمكن اكتشاف ذلك بسهولة متناهية ، المساجد وفي الاسواق وفي وسائط النقل العام ، واللافت اكثر ان المواطنين يتجهون لاقامة الحفلات والمناسبات في المزارع عوضا عن الصالات المخصصة لذلك ،اضافة الى العديد من المظاهر التي توحي الى تحدي الناس للفيروس.

الاردن حقق نجاحات باهرة في محاصرة الفيروس ومنع انتشاره وتمدده في المملكة ، نتيجة الاجراءات الوقائية الصارمة والالتزام الشعبي بها ، رغم ان هذا الالتزام يحتاج الى شدشدة من جديد بعد ان أخذ يتفكك خلال الاسابيع الاخيرة خاصة في بعض المناسبات.

مدار الساعة ـ نشر في 2020/07/26 الساعة 02:35